ميسان- واع - شذى السوداني - عبدالحسين بريسم
كثيرة هي الطقوس والممارسات والعادات التي تشتهر فيها العشائر العراقية الأصيلة في مختلف المحافظات ومن بينها (الفراضة) التي تمثل أسمى القيم العشائرية ،لأنها تحقق العدالة والإنصاف وتمنع النزاعات وتحقن الدماء.
وفي محافظة ميسان تشكل (الفراضة) أو الفريضة جزءاً من الثقافة العشائرية التي غالباً ما تلجأ إليها العشائر المتخاصمة لحل مشكلة ما أو حسم نزاع بشأن إحدى القضايا التي تعجز عن حلها الممارسات العشائرية الأخرى.
وكالة الأنباء العراقية (واع) سلطت الضوء على هذه الممارسة في محافظة ميسان وما هو أصلها وما دورها في حسم النزاعات العشائرية؟ وما هي الخصائص التي يجب أن يتمتع بها الفريضة؟ ومن هم أبرز من اشتهروا بالفراضة في ميسان؟.
يقول الشيخ والمؤرخ حطاب العبادي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "تاريخ الفراضة في العراق وخصوصاً في ميسان حافل بالأسماء الكبيرة التي حكمت وأعدلت في حكمها وحل النزاعات بين العشائر"، لافتاً الى أن"من صفات الفريضة هو أن يكون عادلاً بحكمه ويتمتع بفراسته وتقييمه للمشكلة العشائرية لأن هناك الكثير من المشاكل العشائرية لا توجد لها حلول في المحاكم لأنها تحتاج الى فطنة وفراسة ووعي لما يطرح بين الطرفين".
وتابع أن "من بين الفراضات التي اشتهرت بالمحافظة الشيخ المرحوم كاظم السدخان والذي كان معروفاً بهذا الصدد وله باع طويل في الفراضة وهناك الكثير من الأحاديث التي تروى عن حنكته وأحكامه بين العشائر وفض النزاعات".
من جانبه قال الشيخ سالم رحيم اللامي لوكالة الأنباء العراقية (واع) إنه "ومنذ القدم وبداية تكوين التجمعات البشرية برزت الحاجة الى وجود الفراضة أي قبل أن توضع القوانين الوضعية وذلك من أجل تنظيم الأمور العامة"، مبيناً أن "هناك أنواعاً من الفراضات مثل فراضة النزاع بشأن اللصوص وقطاع الطرق وهي مختصة بالنظر في الخلافات ف ما بينهم وفراضة (الصنف)وهي مختصة بالنظر في الخلافات الناتجة ما بين التجار وأصحاب المهن".
وبين أن "مميزات الفريضة أن يكون حيادياً وشجاعاً في اتخاذ القرار والصفة الأهم الفراسة والحكمة".
بدوره، أكد المؤرخ عبد المحسن داغر لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "الشيخ المرحوم الحاج حاتم كاظم السدخان يعد من أعلام قبائل العراق وأحد شخصياتها البارزة والمعروفة ومن فرضائها المعروفين ومن الوجوه الاجتماعية التي يشار لها بالتقدير والبنان وأنه كثير ما أطفأ الفتن والنزاعات بين الناس حتى لقب بـ (ستار العشائر) وديوانه كان مفتوحاً لاستقبال كل الناس لإصلاح الشأن وحله للمشاكل".