بغداد- واع- آمنة السلامي
تكررت في الآونة الأخيرة بالعراق ظاهرة الهزات الأرضية والتي بات بعضها يشكل هاجساً مخيفاً للمواطنين خاصة وأن بعضها يتسبب في انهيار المباني القديمة وتكسر زجاج النوافذ.
وتشهد دول الجوار خاصة ايران وتركيا زلازل وهزات ارضية بشكل متواصل ما ينعكس على العراق من خلال هزات ارتدادية خاصة في المناطق القريبة من الشريط الحدودي، فما هي اسباب تكرر هذه الظاهرة؟ وما هي تداعياتها؟ وهل ثمة طريقة للتنبؤ بالهزة الارضية قبل وقوعها؟ اسئلة طرحتها وكالة الأنباء العراقية (واع) على المتخصصين للوقوف على اثار هذه الظاهرة وانعكاساتها على الوضع العراقي.
الدكتور حسنين باسم محمد من قسم الرصد الزلزالي في الهيئة العامة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي قال، إن "هذه الهزات التي تحدث في العراق او بصورة عامة بالصفيحة العربية هو نشاط طبيعي يحدث نتيجة تحرك الصفيحة العربية باتجاه الشمال وشمال شرق عكس عقارب الساعة، ويلاحظ بين فترة واخرى اعادة تنشيط الفوالق المسؤولة عن حدوث هذه الهزات وهي مشخصة"، مبينا أن "الفوالق تعني الكسر الذي يحدث والذي يؤدي الى تتحرر الطاقة".
وأضاف أن "النشاط الزلزالي مرتبط مع شيء اخر فاذا حدث زلزال في مكان ما فإن هذا النشاط سيؤدي الى تنشيط الفوالق خاصة المشتركة، فمثلا عندما حدثت هزة في جنوب غرب ايران بقوة 5.7 درجات فإن هذا النشاط أدى الى اعادة تنشيط الفوالق وهي مشتركة بين الصفيحة بين ايران والعراق اتجاه الفوالق العامة اي اتجاه شمال شرق جنوب العراق شمال وتم تسجيل 4 هزات في قضاء خانقين وعلى الحدود العراقية الايرانية وفي قصر شيرين"، مؤكدا أن "الوضع تحت المراقبة ولكن القسم لا يستطيع أن يجزم 100 بالمئة ولكن يلاحظ أن الهزات ازدادت قوتها خلال الاونة الاخيرة".
وأشار محمد الى أن "هذه الهزات لا تدعو إلى القلق لأنها مجرد تحرير طاقة نتيجة تحرك الصفائح الارضية"، منوها الى أن "معظم الهزات التي تحدث يوميا ليس فقط بالعراق او بالعالم تكون غير محسوسة تقريبا نسبة حدوث الهزات بالعالم بنسبة 80 بالمئة غير محسوسة وكلما تزيد قوة الهزة يقل العدد".
وأوضح أن "قضايا المناخ وقضايا العناصر الجوية ليس لها علاقة بالنشاط الزلزالي لأن النشاط الزلزالي يحدث تحت اعماق الارض ومعظم الهزات التي تحدث تكون تقريبا من 5 كيلومترات فما دون وتصل الى 30 كيلومترا"، مشيرا الى أن "قسم الرصد الزلزالي لديه نشرة شهرية وسنوية ترصد التغييرات المناخية والجوية في جميع فصول السنة".
بدوره، أكد مدير اعلام الانواء الجوية عامر الجابري أن "الهيئة لديها مراصد زلزالية تنتشر في جميع انحاء العراق، ويتم الاعتماد عليها بتسجيل البيانات الزلزالية"، مشيرا الى أن "العراق يقع على الشريط الحدودي او الحزام الحدودي مع ايران ما انعكس على ازدياد الهزات الارضية خاصة في مناطق شمال شرق البلاد كديالى وكلار وخانقين فضلا عن تأثر مناطق اخرى مثل العمارة والكوت والتي تكون قريبة من الشروق الحدودي".
وتابع الجابري أن "الهيئة ومن خلال مراسمها الزلزالية تسجيل الهزات الارضية"، مؤكدا أن "مراصد الهيئة محيطة بالبلاد اضافة الى وجود مراصد زلزالية داخل اقليم كردستان والتي ترتبط فنيا بالهيئة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي".
وبين أن "هذه الهزات الارضية لا توجد فيها تنبؤات مثل التنبؤات الجوية ولكن هناك فرقا تخرج في السنة مرتين الى الاماكن التي تكثر بها الهزات فضلاً عن وجود الفريق الفني الذي يحاول متابعة قشرة الارض مثل ما حدثت قبل سنة او سنتين من خلال قيام الفرق الفنية بزيارة الصحراء في النجف الاشرف كاجراءات احترازية ولكن كتنبؤ لا تستطيع الهيئة ذلك".
وذكر الجابري أن "المراصد الزلزالية في الهيئة العامة للانواء الجوبة والرصد الزلزالي سجلت ومنذ بداية شهر كانون الثاني وحتى شهر أيلول من العام 2021 (269) هزة ارضية وبواقع (120) هزة ارضية داخل الحدود العراقية و(129) هزة أرضية في المناطق القريبة من الحدود العراقية الايرانية، فضلًا عن تسجيل (12) هزة أرضية عند الحدود القريبة من سوريا وهزة واحدة قرب الحدود العراقية التركية اضافة الى هزة واحدة بالقرب من الحدود الكويتية"، مبينا أن "هذه الهزات تراوحت قوتها من (3 الى 5) درجات ويعد قضاء كلار من محافظة السليمانية من أكثر المناطق التي تأثرت بالهزات الأرضية خاصة الهزة المسجلة ليوم 12/2/ 2021 والتي بلغت قوتها (5) درجة والتي تم الشعور بها من قبل المواطنين في شمال شرق قضاء كلار".
وأوضح أن "آلية قياس الهزات تعتمد على الاجهزة الخاصة الموجودة في المراصد الزلزالية وهي عبارة عن اجهزة موجات صوتية ومؤشرات خطوط بيانية اضافة إلى عدد من الأجهزة الأخرى وأكثر المراصد تكون في الطوابق السفلى للأرض كما توجد لدينا خمس محطات رصد زلزالية عاملة ومنها محطة بغداد والموصل والناصرية وواسط وكركوك وهناك عدد من المحطات متوقف العمل بها ومنها في الانبار نتيجة الاعمال الارهابية في عدد من المناطق وهي الان في طور شمولها في صندوق الاعمار ومنها ايضا محطات اخرى في الموصل".
وفي هذا الصدد قال خبير في المجال الجيولوجي إنه "توجد خارطة جيولوجية في جميع مناطق العالم بها الاماكن المحتملة لوقوع الهزات الارضية"، مؤكد أن "العراق خارج هذه الخرائط في الوقت الحاضر وأن معظم الهزات التي تحصل في العراق مركزها الرئيس في ايران".
وأوضح أن "التغييرات الجيولوجية الارضية تسبب هذه الهزات وليس التغيرات الجوية وليس للجفاف علاقة"، مشيراً إلى أنه "كلما تكون دائرة الهزة الارضية أبعد كلما كان التأثير أقل".