نوزاد حسن
الانتخابات في العالم كلّه لا تشبه اي نوع من انواع الرياضة التي نشاهدها، وتحظى بمعجبين. فليست هي كرة قدم، ولا كرة طائرة، ولا مبارزة ولا سباق سيارات.
الانتخابات رياضة سياسية قائمة بحد ذاتها، غامضة، ولا يرضى اي طرف فيها الخسارة التي تلحق به. وهذا ما نراه يحدث في اكبر الدول، وربما كانت انتخابات الولايات المتحدة الاخيرة التي سقط فيها ترامب مثلا جيدا على
ما أقول.
بالنسبة لنا فان الامر مختلف جدا، واكثر تعقيدا لسبب بسيط هو الفوضى السياسية التي نعاني منها منذ اكثر من عقد. إن قلت عن انتخاباتنا هي رياضة سياسية فهذا يعني ان الخاسر يجب ان يتمتع بروح رياضية. لكن هل هناك خاسر في لعبة يتمتع بروح رياضية؟. ومع ذلك فان انتخابات تشرين وعلى الرغم من اشارات المراقبين الدوليين عن ضعف المشاركة فيها لكنها اقنعت اغلب المختصين بالشأن السياسي.
في الواقع لا افضل القول ان بعض ممن لم يوفقوا عوقبوا شعبيا على فشلهم. لكنهم فشلوا في النهاية.
وصعدت كما لاحظنا اسماء جديدة، وحصلت على نتائج جيدة. ويبقى هناك امل ان تتفق القوى السياسية لتشكيل حكومة بعيدة عن مزاج المحاصصة، الذي دمر روح الديمقراطية، وقاد البلد الى هذا الخراب الكبير.هذه لو قلت بكلمة مختصرة امنية شعبية نود جميعا ان نراها
تتحقق.
إن الملاحظة التي اقف عندها دائما هي: كيف لنائب يصل الى البرلمان ثم يختفي عن الانظار ما عدا ظهوره في الفضائيات وهو يتحدث عن قوانين ستشرع، او قوانين لم تشرع او الحديث عن قضايا الفساد. وبعد ذلك يعاود ظهوره معلنا انه رشح نفسه ثانية للانتخابات.
ان قواعد اية لعبة تتحدث عن الانجاز. اللاعب الذي لا يسجل يجلس على دكة الاحتياط، واللاعب الذي يسجل، ويبدي مهارة سيكون صاحب الحظ الاوفر في المشاركة .هذا هو واقع الحال وقواعد اية لعبة او رياضة. والانتخابات
كذلك.
واذا استمر الحال هكذا فسنشهد في الانتخابات المقبلة تغيرا واضحا حتى على مستوى الكتل
الكبيرة. لا يجوز ان يتعلم السياسي او النائب تجاهل مطالب من انتخبوه. هذا مكر سياسي لن يصمد طويلا. وفي المأثور الديني فان المسؤول سيقف امام الله ليسأله عن الامانة التي سلمها اياه من انتخبوه.