حميد طارش
الانتخابات ليست غاية انتهت في 10 /10 /2021
وانما وسيلة لتحقيق غاية، خاصة أن هذه الغاية هي التي دفعت بتقديم موعد الانتخابات وإنهاء الاستحقاق الانتخابي السابق، أي بمعنى آخر، هذه الانتخابات تندرج في نوع الانتخابات الاستثنائية، التي تأتي لحل مشكلة قائمة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية أو بين السلطات المذكورة، من جهة، والشعب، من جهة أخرى، وهذا ماحدث في العراق بين متظاهري تشرين والحكومة، وتأتي هذه الانتخابات بمثابة الاحتكام الى الشعب في اختيار ممثليه لحل المشكلة، وباختصار المشكلة تتعلق بإيجاد حلول سياسية واقتصادية واجتماعية لمعاناة الشعب، اذن يجب ألا يتصرف الفائزون بشكل نمطي وروتيني على ما سار عليه الفائزون في الانتخابات الاعتيادية السابقة، والبداية تكون من البرنامج الحكومي الذي يفترض ان يمثل حلولا لتلك المشكلات بطريقة عملية وليست نظرية، وقابل للفهم والتطبيق، ومن ثم مراقبة التنفيذ وضمان المساءلة، بعبارة أخرى، يجب أن يضمن إعداد البرنامج الحكومي الاجابة على الاسئلة.. ماهي وكيف ولماذا وهل....، وبخلاف ذلك ستظل المشكلة قائمة وما سيترتب عليها من نتائج
سلبية.
البرنامج الحكومي الناجح ليس صعباً ابداً اذا ما توفرت الارادة السياسية للفائزين لكن هل تكفي تلك الارادة، نعم هي أساسية لكنها ليست كافية وإنما يجب توظيفها باتجاه الحلول.
وأفضل الحلول تلك المستقاة من تجارب دولية ناجحة في بيئة مشابهة لبيئة العراق، على سبيل المثال، تجربة سنغافورة التي تتكون من نسيج متنوع وتتخلف عن العراق بقلة مواردها الطبيعية والزراعية، وقبل سنوات قليلة كانت في ذيل قائمة الدول من حيث مقياس التطور والتنمية ومستوى الدخل الفردي والوطني أصبحت من أكثر الدول تقدماً في ذلك والسبب يعود الى اعتمادها مبدأ الجدارة من رئيس الوزراء الى أصغر موظف، أي يجب اختيار الاجدر في تولي الوظيفة مهما كانت درجتها، وحتى الترقية اعتمدت الجدارة وليست المدة الاصغرية مما اسهم في تولي الشباب، بحيويتهم وطموحاتهم مراكز القيادة في الوظيفة العامة، وهذا المبدأ بالطبع انتقل الى القطاع
الخاص.
فهل سيدخل ذلك في تفكير الفائزين؟ سننتظر الاجابة منهم عملياً.