كشف السفير العراقي لدى الرياض عبد الستار هادي الجنابي، عن ملفات مهمة بشأن طبيعة العلاقات العراقية ــ السعودية والتبادل التجاري والملف الأمني إضافة إلى ملفات أخرى.
وقال الجنابي في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "الدعوة التي وجهت للعراق بأن يكون ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب كانت من قبل وزير الثقافة السعودي، وكان هناك اهتمام كبير من الجانب السعودي بمشاركة العراق في هذه النسخة من المعرض"، لافتاً إلى أن "الجناح العراقي كان متميزاً".
معرض الرياض للكتاب
وأوضح، أن "وزير الثقافة العراقي جاء في الوفد ومعه أكثر من سبعين شخصية رسمية وغير رسمية ، وكذلك رئاسة الوزراء خصصت الطائرة الرئاسية للوفد"، مؤكداً، أن "مجيء الوفد العراقي بطائرة خاصة يعطي رمزية كبيرة لدعم العراق للجانب الثقافي".
وتابع، أن "الحضور العراقي كان نوعيَّاً، وعمل الكثير من الندوات الشعرية والثقافية، وهنا الكثير من مثقفي المهجر وصلوا إلى الرياض لإقامة الندوات عن شعر الجواهري والسياب ونازك الملائكة وعن تأثير الثقافة على النظام السياسي العراقي".
وأشار إلى أن "هناك حضوراً واسعاً للمعرض من قبل الأشقاء السعوديين وخاصة الى الجناح العراقي وهم متفاجئون وفرحون بوجود العراقيين، مايدل على وحدة المنطقة"، مبيناً، أن "الثقافة ستعمل لتحقيق ما عجزت عليه السياسة من أجل ردم الفجوة التي حصلت بين البلدين".
ولفت إلى أن "السفارة العراقية في الرياض نظمت لوزير الثقافة مجموعة لقاءات رسمية وغير رسمية منها مع مركز الجاسر ومع وزير الثقافة الفلسطيني ومع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، واجتماع الوفد الفني مع مجلس التعاون والذي خرج بالاتفاق على الكثير من الملفات التي سنعمل على تفعيلها".
قمة بغداد
وبشأن قمة بغداد للتعاون والشراكة قال الجنابي، إن "القمة كانت رسالة من العرب جميعاً بأنهم لن يتخلوا عن العراق من خلال الحضور الواضح والذي كان على المستوى الرئاسي كالرئيس السيسي والملك عبد الله وامير قطر ورئيس وزراء الأمارات ووزير الخارجية السعودي، إذ كانت رسالة واضحة تجسدت في عدة ميادين، على عكس القمة العربية التي عقدت في بغداد في السنوات الماضية والتي كان الحضور العربي بمستوى متدنٍ ؛ ما أعطى رسالة سلبية في المنطقة بأن العرب غير موجودين في العراق".
وأشار الى أن "تواصل العراق مع المملكة العربية السعودية يعد ذا رمزية كبيرة على المستوى الثقافي والديني في العالم كون السعودية لها ثقلها الكبير في المنطقة والعالم"، مؤكداً، أن "البداية كانت بتوقيع المجلس التأسيسي العراقي ــ السعودي في العام 2017 ، والتي كانت النقطة الواضحة بعودة المملكة بعلاقتها الطيبة إلى العراق".
ولفت إلى أن "النظام العربي بدأ يتوجه الى العراق حيث العلاقات العراقية ــ المصرية المميزة، والعلاقات العراقية ــ الأردنية، والتوجه الواضح للمملكة لدعم العراق في مختلف الميادين"، منوها بأن "السعودية لها رمزيتها الكبيرة الدينية والاجتماعية بوصفها عضواً في قمة العشرين الاقتصادية ورمزيتها في موضوع الطاقة وفي توازن أسعار الطاقة في العالم ".
العلاقات مع المحيط العربي
ومضى بالقول: "كذلك العلاقات العراقية مع المحيط العربي سواء مع الأردن أو مصر أصبحت واضحة ومميزة وهذه تعطي دفعة ايضاً للنظام العراقي الذي هو لايزال جديداً و بين فترة واخرى يحاول أن يصلح حتى يصل إلى نموذج شبيه بالنضج المتكامل من الحكم وادارة الدولة ، ما سيعيد الثقة بالنظام السياسي العراقي، كما انه سيعيد الثقة بالنظام السياسي العراقي من القطيعة إلى الانغماس من خلال تعاون الدول مع العراق ودراسة القضية العراقية وتقديم الحلول للمشاكل".
وأشار إلى أن "مشكلة العراق اقتصادية ومشكلة إدارة وهذه تنحل من خلال دعم الأشقاء بالنسبة للاستثمارات والتي تساعد على امتصاص البطالة في البلد حيث إن هذه المشكلة لا تنحل عبر التوظيف بدوائر الدولة "، مبيناً، أن" الدوائر أصبحت لا تستوعب الوظائف، ما يعني أن العراق بحاجة الى فتح مشاريع استثمارية حتى تستوعب ما لدينا من الأيدي العاملة والموارد البشرية المعطلة".
رؤوس الأموال الخليجية
وأوضح، أن "رؤوس الأموال موجودة في دول الخليج ولابد من دخولها بقوة إلى العراق بمشاريع مالية وستراتيجية حتى تسحب البطالة لأن ذلك سيخفف الكثير من المشاكل الاجتماعية"، مشيراً إلى أن "السفارات هي الواجهة والكاميرا الأمامية داخل كل بلد ".
وأكد، أن "هناك مشكلة في العراق و هي لابد من إعادة النظر بقانون الاستثمار لما له من دور كبير في جذب المستثمرين"، موضحاً، أن "المستثمر سيجذب إذا ما وجد الأرضية الواضحة للاستثمار".
وتابع: انه "لا توجد مشكلة الآن في الجانب الأمني وانما المشكلة في القطيعة التي حصلت بين العراق وبين جميع دولة المنطقة وليس فقط مع المملكة منذ ثمانينات القرن الماضي إلى ما قبل أربع أو خمس سنوات ، اي بحدود 30 عاماً، انقطعت الشركات بين القطاع الخاص العراقي والقطاع الاشتراكي في المنطقة"، مؤكداً، أنه "لا توجد حالياً معارف وشراكات ما بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم العراقيين بسبب القطيعة لأكثر من 30 سنة، وانه نتيجة لظروف العراق الأمنية والسياسية والحروب والصراعات جعلت هناك صورة ضبابية ؛ الآن علينا أن نوضح هذه الصورة ".
تجربة العراق بالاستثمار
وأشار إلى أن "تجربة العراق بالاستثمار ضعيفة، إذ انه قبل العام 2003 لا يوجد شيء في العراق اسمه استثمار، وانما الحكومة كانت مسيطرة على جميع القطاعات"، مبيناً، انه "بعد العام 2003 عندما ظهرت القطاعات الخاصة وضعت هيئة الاستثمار جميع المخاوف في قانون الاستثمار".
وزاد في القول: إن "الثقافة العامة غير مقتنعة بأن تسجل الأرض باسم أجنبي، وتضع المخاوف بشأن ذلك، في حين المستثمر عندما يطرح أمواله للاستثمار يطالب بضمانات لمشروعه"، لافتاً، الى أن "الموازنة في العراق هي مرتبات فقط وتشغيلية".
وشدد على ضرورة اعطاء صورة واضحة للاستثمار لجلب المستثمرين للعراق من اجل حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية"، مبيناً أن "المجلس التنسيق العراقي السعودي فيه ميادين متعددة سواء اقتصادية أو سياسية أو أمنية أو ثقافية ".
الربط الكهربائي
وتابع، أن "الجانب الاقتصادي صار فيه جهد حثيث ومنها الربط الكهربائي، إذ تم التوصل قبل شهر إلى مراحل منتهية من التوقيع على موضوع استيراد الكهرباء من دول الخليج إلى العراق ، فقد وصلت المفاوضات إلى مراحل متقدمة، بقيت سوى تفاصيل دقيقة يتفق عليها الجانبان ويجهز الربط بين الدولتين".
منفذ عرعر
وأشار إلى أن "حجم التبادل في منفذ عرعر بلغ في العام 2020 إلى حوالي 77 مليوناً و 739 ألف دولار، بسبب جائحة كورونا"، مؤكداً أن "المنفذ تم تأهيله من الجانب السعودي والعراقي في البناء وتوفير بعض المستلزمات المهمة".
ومضى بالقول: إن "هناك بعض المشاكل في المنفذ وعمل رئيس هيئة المنافذ الحدودية على تذليلها وهوالآن المنفذ يعمل بصورة صحيحة حيث البعض من المنتجات السعودية مثل العلف والحبوب والمنتجات الزراعية تتوافق مع ما يحتاجه الخارج"، مشدداً على "ضرورة أن تتوافق الخطة الزراعية مع ما يحتاجه الخارج لكي تتم عملية تصدير المحاصيل الى الخارج".
ولفت الى أن "العراق إذا كان لديه هدف بعيد المدى ، يمكن أن يصبح سلة غذاء الخليج، لأن دول الخليج تفتقر للمياه وللأراضي الزراعية"، مؤكداً، أن "النفط ثروة طارئة للعراق منذ 150 سنة فلا يمكن الاعتماد عليها".
وأكد، أن " طرق الري مازالت في العراق بدائية ، فيمكن أن تكفي المياه في حال استخدامها بطريقة صحيحة ، وفي حال وجدت رؤية ستراتيجية سيصبح العراق سلة غذائية لجميع دول المنطقة".
ولفت الى أن "رؤية الجانب السعودي أنه في حال وصل منفذ عرعر الى طاقته الاستيعابية ؛ فسيتم اللجوء الى فتح منفذ جديد آخر"، مؤكداً ان "المملكة تدرس فتح منفذ السماوة شرط ان يعمل منفذ عرعر بطاقته الاعتيادية ".
التنسيق الأمني
وأشار إلى أن "التنسيق ما بين العراق والسعودية واضح بمختلف المجالات وهناك وفود مستمرة بتبادل الخبرات والمعلومات وحتى الآن وفد من وزارة الداخلية موجود الآن في المملكة لتوقيع اتفاقية أمنية ، وهناك ملفات أخرى للمجلس التنسيقي العراقي السعودي في المجالات الاقتصادي والثقافي التعليم العالي".
زمالات دراسية
وتابع ان " هناك مئة زمالة وقعت على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ، انشغلت منها ستون زمالة حتى الآن حصلت الموافقة على ملفاتهم من الجانب السعودي ، ومن المفترض ان يباشرون على هذه السنة"، مضيفاً، "كذلك المدينة الرياضية التي أهداها الملك السعودي إلى العراق حتى الآن في إطار تحديد الأرض والمكان الذي ستبنى عليه المدينة ".
واوضح، أن "هناك تنسيقاً واضحاً للعراق، فقد دعي قبل شهر لحضور اجتماع مجلس وزراء الخارجية لمجلس التعاون الخليجي وهذه اول مرة حضره وزير الخارجية وناقش الكثير من الملفات مع مجلس التعاون، فكان حضوراً مهماً وجيداً جداً".
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع