حمزة مصطفى
نتداول يوميا العشرات من القصص والأقاويل وأحيانا النكات بشأن «الدكة الناقصة». فهذه «الدكة» التي ليس منها «الدكات العشائرية» التي أدرجت ضمن قانون 4 إرهاب، الذي غالبا ما ينتهي بنفر كباب في مراكز الشرطة بين الأقارب والأحباب، تبدأ بنقض موعد لك مع صديق أو حتى مسؤول، أو اكتشافك بعد رهان أنك حين وضعت بيضك كله في سلة من السلال، أنك كنت مثل عبد الحليم حافظ تطارد خيط دخان. وربما يتعدى الأمر حدود ذلك الى ماهو أبعد وأقمش وأتعس وربما «أنكس» ولكل واحد منا ذكرياته مع «الدكات الناقصة» وأصحابها ممن أحيانا نكتفي بأن نقول لهم «هاي وحدة
وياك».
لكن ما حصل للمواطن العراقي علي الجبوري الذي إعترف بجريمة لم يرتكبها تحت تأثير أكثر «الدكات» ناقصية منقوصية تناقصية في التاريخ، التي ارتكبها بحقه أحد ضباط التحقيق لا أظن حتى لو كان كل الظن إثما يتكرر حصولها لو بحث غينيس للأرقام القياسية عن ألف رقم جديد لعجز تماما عن
تجاوزها.
حيثيات القصة صارت معروفة بعد أن تحولت الى قضية رأي عام، وبالتالي لا داعي لتكرار تفاصيلها ثانية، الإ ربما بشكل مختصر لقرائي في هونولوو. قصة هذا المواطن الذي صار يوصف بالمسكين بدأت حين أبلغ عن فقدان زوجته. إذن هو مواطن صالح حسب قانون شركة التأمين الوطنية. وبدلا من أن تتم مساعدته في البحث عنها أجبر على الاعتراف
بقتلها.
ومع اعترافه تحت التعذيب بجريمة لم يرتكبها فإن ضابط التحقيق لم يكتف بذلك مع أن الاعتراف سيد الأدلة وحجيها، بل أجبره على أن يتحول الى ماركيز وهمنغواي ونجيب محفوظ وأمين معلوف وديستفويسكي واندريه مالرو وكالفينو وباولو كويلو ساردا رائيا عليما حاله حال ديك الجن وحكايته مع حبيبته ورد، الذي رثاها بعد أن قتلها «يا طلعة طَلَعَ الحِمامُ عليها، وجنى لها ثَمَرَ الرَّدى
بيدَيها.
رويُت من دمِها الثَّرى ولطالما، رَوَّى الهوى شَفَتيَّ من شَفَتيْها، قد باتَ سيفي في مجالِ وشاحِها، ومدامعي تَجْري على خَدَّيْها «. ماذا لو أن ضابطنا الهمام «لكف» ديك الجن وهو يقتل ورد فعلا؟ ماذا كان يمكن أن يفعل به؟ أكيد كان جعله يعترف أن القاتل بابلو نيرودا، والقصيدة لـعريان السيد
خلف.