حميد طارش
يعني البرنامج الانتخابي تعهد المرشح للناخبين بما سيعمل عليه عند فوزه في الانتخابات، وهذا يعني انه يحقق معادلة طرفيها المرشح والناخب وهذا يقودنا الى انه ليس مقتصراً على المرشح، وعلى الاخير اختياره وصياغته بدقة تضمن واقعيته وإمكانية تحقيقة وإنه يلبي حاجة ضرورية للناخب وان يتجنب المبالغة والشكلية
والاستحالة.
وهذا يحتاج بالتأكيد الى مؤهلات وتدريب لاعداده، فضلاً عن الاخلاص في تبنيه والعمل على تحقيقه لما له من أهمية بأتجاه بناء الثقة بين الناخب والمرشح ودعم الاول للاخير في الانتخابات اللاحقة واختياره مرة أخرى، وهكذا تبني الاحزاب السياسية شعبيتها وجمهورها الواسع، والبرنامج الانتخابي قد يكتب من قبل الكيان السياسي او من قبل المرشح في حال الترشح بشكل فردي، لكن حتى في الحالة الاولى يمكن للمرشح ان يسهم بحيز في الاعلان بحرية عن برنامجه، ويفترض ألا يختلف دور المرأة عن الرجل في البرنامج الانتخابي، الّا بسبب الهيمنة الحزبية المحتكرة من قبل الرجال أو بسبب التمييز بين المرأة والرجل، يُهمش دور المرأة في اعداد ذلك البرنامج أو تبنيه وصولاً الى تحقيقه بعد الفوز، كما إن مسألة «الكوتا» لم يتم التعامل معها وفقاً للغاية منها في تمكين المرأة للنهوض بحقوقها، وانما ذهبت في حالات عدة لملء الفراغات، بعيداً عن الكفاءة والمؤهلات، لهذا لا نرى اي انتصار للمرأة على الكوتا وتجاوز نسبتها، التي ينص الدستور على انها لا تقل عن ربع المقاعد، أي تجاوز النسبة المذكورة مسموحاً
به.
كما إن تحديات المرأة العراقية ظلت قائمة على الرغم من مرور أكثر من خمسة عشر عاماً على مشاركتها في مجلس النواب ولم نجد البرامج الانتخابية المعبّرة عن حاجات المرأة الملحة في مكافحة العنف الاسري، الذي لا يزال مشروع قانونه يراوح على رفوف مكاتب مجلس النواب، والمساواة وعدم التمييز بين المرأة والرجل والذي نجده غائباً في تولي المناصب التنفيذية، وهذا يعد هدراً لحق المرأة الدستوري بالمساواة وتكافؤ الفرص، وغيرها من قضايا المرأة المشروعة بما في ذلك تنمية قدراتها وتبوء دورها في جميع
المجالات.
ويتحمل الناخب مسؤولية ضعف البرامج الانتخابية وعدم الاخلاص فيها، بسبب عدم معاقبته للمرشح بحرمانه من صوته مما دفع باتجاه قناعة المرشح، بأنها لأغراض الدعاية فقط، أضف الى ذلك مراهنة بعض الكيانات السياسية على والمال تحقيق الفوز في الانتخابات سيكون اسهل لهم بالمقارنة مع الالتزام تجاه
ناخبيهم.
لكن هذا سيبقيها هشة وقابلة للهزيمة على يد الوعي المجتمعي في لحظة تحققه.