بغداد – واع
مع اقتراب العد التنازلي لموعد الانتخابات المبكرة التي ستجري في العاشر من تشرين الأول المقبل وتسارع وتيرة التنافس بين المرشحين وفق الضوابط التي اعلنتها مفوضية الانتخابات، يستعد العراقيون لخوض تجربة ديمقراطية هي ليست بالجديدة عليهم ،فلقد سبق لهم أن شاركوا في اربعة انتخابات منذ العام 2005، بيد ان هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها وفق مراقبون لانها مبكرة من جانب والمشاركة الفعالة فيها ستسهم في تغيير الخارطة السياسية وبداية مرحلة جديدة في اعادة ترميم البيت العراقي لاسيما بعد ان قطع العراق شوطاً مهماً على صعيد دوره الاقليمي والدولي.
ويبدو ان المواطن بات يعي اهمية هذه الانتخابات بعد أن بينت نتائج الاستطلاع الذي اجرته وكالة الأنباء العراقية (واع) مع عدد من المواطنين الذين ابدوا رغبة في المشاركة وتغيير مصير البلد، فيما عدها البعض فرصة تاريخية لاعادة العراق الى وضعه الطبيعي.
تصحيح المسار
المواطنة اخلاص حسن من بغداد قالت: إن "الانتخابات المقبلة يجب لها ان تكون مختلفة عن سابقاتها من حيث المشاركة واختيار المرشحين"، مبينة أنه "يجب ان تفرز الانتخابات شخصيات ذات كفاية بالعمل السياسي لتغيير الواقع فضلاً عن انتشال المناطق المحرومة من واقعها المرير".
وتابعت أنها "مؤمنة بوجود امل جديد للعراق بالتغيير نحو الأفضل من خلال الانتخابات المبكرة، لاسيما انها جاءت نتيجة تظاهرات حقٍ، شارك فيها جميع ابناء الشعب العراقي وأن هذه الانتخابات قادرة على تصحيح مسار الدولة".
بدروه شدد الاعلامي رسلان حداد، في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع)، على "ضرورة المشاركة في الانتخابات بقوة وعدم فسح المجال امام الفاسدين"، داعياً، الى "انتخاب المرشح الأصلح القادر على اصلاح العملية السياسية "، لافتاً، الى أن" الانتخابات المبكرة ستكون مفاجئة لبعض الكتل وستفوز شخصيات مستقلة".
اختيار الأنسب
ممثل في المسرح الوطني العراقي، أكد أن" إجراء الانتخابات ضرورة ملحَّة لتغيير الواقع المرير"، داعياً المواطنين الى ضرورة المشاركة الواسعة واختيار الأنسب والأصلح إضافة الى معرفة برنامج كل مرشح وماذا سيقدم للمواطن بعد فوزه، وفسح المجال امام الوجوه الجديدة وتطبيق مبدأ المجرب لا يجرب".
وأشار الى أن "المعايير الخاصة لاختيار الأفضل تبدأ من مكان عمله وسيرته الذاتية وامتلاكه برنامجاً واقعياً حقيقياً بعيداً عن الخيال"، مشدداً على "ضرورة أخذ مطالب المتظاهرين بعين الاعتبار وتحقيقها".
فيما يرى علي عبد الحق (موظف) النتائج المرجوة من هذه الانتخابات تتوقف على انتخاب الانسب والقادر على تحقيق متطلبات المواطن خاصة في مجال محاربة الفساد وانهاء المحاصصة"، مشيراً الى أنه "سيشارك في الانتخابات وأن هناك مؤشرات ايجابية من قبل المواطنين للمشاركة لذلك يجب التركيز على اختيار شخصيات لديها القوة في الاصلاح الحقيقي".
فيما أكد مرشح سابق، في حديث لوكالة الأنباء العراقية (واع)، ان " مشاركته في الانتخابات المرتقبة مع اسرته"، مبيناً، أن "الانتخابات فندت جميع الحجج الرافضة من خلال تغيير قانون الانتخابات والمفوضية بحيث ان المرشح سيكون من منطقة الناخب وليس تصويت لكتلة كما كان سابقاً".
وبين أن "الوسيلة الوحيدة للتغيير هي المشاركة الواسعة في الانتخابات المبكرة وابعاد السياسين الذين اخفقوا في اعمار العراق، لافتا الى ان "الانتخابات الحالية تم التحضير لها بشكل مميز ومن المرجح ان تكون الافضل من السابق".
ونشرت وكالة الأنباء العراقية (واع) نص مشروع مدونة السلوك الانتخابي الذي أعلن رئيس الجمهورية توقيعه عليه بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقادة الكتل.
وألزمت مدوّنة السلوك الانتخابي المفوضية بإعلان نتائج الانتخابات الأولية خلال 24 ساعة واشترطت على الأحزاب عدم التدخل بمهام المفوضية أو استخدام موارد الدولة.
وشددت المدونة على عدم استخدام الرموز الدينية أو التأثير في الناخبين بطرق غير مشروعة وتضمنت نقطة أكدت على وجوب قيام الموقعين عليها بقبول نتائج الانتخابات النهائية المصادق عليها من قبل المحكمة الاتحادية.