بغداد- واع- ميثم الخفاجي
لم يكن في حسبانه هذا التحول الكبير الذي حصل له عقب دخوله عالم الرياضة من بوابة ألعاب القوى، ليصبح بعدها بطلاً مشهوراً واسماً لامعاً في عالم الألعاب البارالمبية الصيفية وبطولة العالم لألعاب القوى، انه جراح، نصار لاعب ألعاب القوى العراقي، الذي شقّ طريقه من العشوائيات لينافس في اهم البطولات العالمية .
ولد جراح نصار في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار عام 1991، من عائلة فقيرة تعاني من ضعف الحالة المادية، وترتيبه في العائلة الثاني وله شقيقتان وشقيق واحد، ولم يكمل دراسته التي توقفت عند حدود الدراسة الابتدائية، ليتجه للعمل في (بسطة خضار)، في احد شوارع المدينة ولتعتاش العائلة من هذه المهنة، حتى بعد زواجه وانجابه لأربعة أطفال.
مارس لعبة كرة القدم في احد الفرق الشعبية، حتى التقاه أحد أفراد اللجنة البارالمبية وادخله في الميدان الرياضي من بوابة ألعاب القوى ليكون واحداً من اهم المشاركين في البطولات التي تقام في المحافظات ، وليكون حاضراً بقوة كلاعب في المنتخب الوطني .
حقق نصار ما عجز عن تحقيقه الأصحاء في الألعاب الأولمبية على مدى مشاركاته العربية والآسيوية والعالمية مع قلة الدعم وضعف الإعداد، ليخطف لاعب المنتخب الوطني برمي الثقل الميدالية الفضية في دورة الألعاب البارالمبية الصيفية 2020 المقامة حاليا في طوكيو بتسجيله رقماً عالمياً جديداً لمسافة 11.15 متراً ويضيفه الى خزينة انجازاته التي زينت مسيرته الرياضية بين الذهب والفضة والبرونز، وأبرز تلك الانجازات هي فضية بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة 2019 في دبي، وذهبية دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية 2018 في اندونيسيا، وذهبية بطولة فزاع لألعاب القوى البارالمبية 2018 في الأمارات، وذهبية بطولة العالم لألعاب القوى 2017 في لندن، وذهبية الألعاب البارالمبية الصيفية 2016 في البرازيل، وذهبية بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة 2015 في قطر.
نصار ابن ذي قار، أثبت أن الإعاقة لا يمكنها أن تقف في وجه الطموح والإبداع ، ولا تحد من رغبته في إثبات وجوده والقيام بدوره الفاعل في الحياة وكتابة سفره الخالد بمداد من الذهب والفضة والبرونز ليكون شاهداً على انجازات الرياضة العراقية على مدى الأجيال.