علي الخفاجي
منذ ثلاثين عاماً والعراق يعيش عزلة دولية نتيجة السياسات الخاطئة التي انتهجتها الحكومة آنذاك، ورغم الوساطات والتدخلات لحلحلة تقاطعات العراق مع بعض الدول العربية لكنها لم توفق نتيجة الإصرار غير المبرر للنظام في حينها، وولدت هذه الأزمة أزمات عدة انتهت بدخول الكويت، ومنذ ذلك الحين والتوجس ينتاب المجتمع الدولي تجاه العراق واستمرت فترة الفتور طيلة تلك الفترة.
ليست بالمهمة اليسيرة أن تعمل الحكومات على إزاحة الجليد القديم وبناء علاقات جديدة مبنية على أسس التعاون وطي الخلافات والسعي لفتح صفحة جديدة مع العالم، مبنية على الثقة المتبادلة ، فالسياسة التي انتهجها العراق بعد عام 2003 إختلفت كثيراً عن السابق ونجحت في استيعاب المجتمع الدولي، فأرادت أن تبعث رسائل اطمئنان لدول العالم مفادها بأن الحوار هو الوسيلة الأمثل لتدارك التقاطعات والتعقيدات بعيداً عن حروب التصريحات والمواقف المتشنجة.
رغم المحاولات الجادة والسعي الحثيث لعقد مؤتمرات على مختلف عناوينها في العراق، لكن لم يكتب لها النجاح ولاسباب عدة، حزيران الماضي يعد بداية انفتاح العراق على محيطه العربي، من خلال عقد مؤتمر القمة الثلاثية التي سميت بـ (قمة الأخوة)، إستطاعت هذه القمة التي جمعت دول العراق مصر والأردن أن تعيد العراق الى دوره الريادي في جمع الدول العربية على أرض العراق لمناقشة الأمور التي تخدم مصالح ومستقبل هذه الشعوب، وهي تمثل بداية حقبة جديدة من لقاء الأخوة في بغداد مدينة السلام والحوار، ونتجت عن هذه القمة مقررات عدة منها؛ سبل تطوير العمل الإقتصادي والسياسي والأمني وبحث المشتركات التي تنمي المصالح المتبادلة بين البلدان الثلاث، وفتح مجالات الاستثمار بما فيه خدمة لهذه الدول، مثل هكذا مشاريع تنموية تحمل أبعادا اقتصادية، هذا ما أكده السيد رئيس مجلس الوزراء بزيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية بأن الأبعاد التي ستنشأ عن القمة الثلاثية أبعاداً ستراتيجية، تحمل بين طياتها اتفاقيات لتنفيذ مشاريع اقتصادية كبيرة في مجال النقل والطاقة والاستثمارات التجارية وتبادل الخبرات.
ووفقاً لما هو مقرر، فبغداد بصدد عقد قمة تجمع قادة دول الجوار والتي من المؤمل لها أن تعقد نهاية الشهر الحالي، لبحث سبل احتواء الأزمات التي تمر على المنطقة، وكيفية الوصول الى حل دائم بعيدا عن التصعيد، بالطبع مثل هكذا مؤتمرات والتي نأمل لها النجاح وفي ظل الظروف الحالية التي يعيشها العراق تعد ذات أهمية كبيرة فهي تساعد على إستقرار البلد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتعد بوابة لتأسيس شراكات اقليمية، لتكون منفذا جديدا يُحسن من إقتصاد البلد وبالتالي تتيح فرصة كبيرة للعمل ولفتح آفاق التعاون المشترك الذي طالما يبحث عنه البلد.