العراق يجمع الفرقاء.. ما السر في تحرك البوصلة الدولية نحو بغداد؟

تحقيقات وتقارير
  • 20-08-2021, 20:39
+A -A

بغداد- واع- نصار الحاج
تصوير: حسين الونان

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
تستعد بغداد لاستضافة أول مؤتمر لدول الجوار الإقليمي نهاية الشهر الحالي، ستحضر فيه دول مهمة وأساسية، لمناقشة التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة.
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، سلم مبعوثو رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي  دعوات رسمية لزعماء الدول لحضور القمة.
ويُسجل في النهج الذي تتبعه الحكومة الحالية الانفتاح وسياسة التوازن ما شجع الدول نحو توطيد علاقاتها مع العراق. 

ويرى مراقبون، أن تحركات العراق إقليمياً ودولياً جعلته أكثر قوة وتأثيراً في المنطقة، فيما أشاروا إلى أن القمة سيكون لها دور مهم في إعادة صياغة السياسة الخارجية للعراق.
وفي سياق ذلك، يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عبد الباري المدرس لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الحكومة العراقية تحاول إعادة دور العراق الى المحافل الدولية والاتحاد الأوروبي، وربما سيكون العراق في المستقبل هو الراعي للكثير من الأمور في المنطقة".
هيبة الدولة
وأضاف، أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يحاول إعادة هيبة العراق إلى ما كانت عليه سابقاً، لأنه بلد غني ويملك من الموارد الطبيعية والبشرية ما يميزه عن غيره"، مشدداً على أهمية توطيد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ومع دول الجوار".
وأشار إلى أن "القمة التي ستعقد في بغداد نهاية الشهر الجاري سيكون لها دور مهم في إعادة صياغة السياسة الخارجية للعراق، إضافة إلى تعزيز نظرة الاتحاد الأوروبي لعلاقات العراق الخارجية".

رسالة إلى العالم
من جهته، أوضح المحلل السياسي احسان الشمري، أن "الثقة الكبيرة التي بات يحظى بها العراق على مستوى السياسة الخارجية، فضلا عن نجاح العراق في تثبيت سياسة التوازن في علاقاته الدبلوماسية ووقوفه على مسافة واحدة من دول التصادم في المنطقة، عزز بشكل كبير جدا من مكانته، وأعطى رسالة أن العراق منفتح على الجميع"، لافتا إلى أن "هنالك ترجمة للزيارات المتكررة التي يجريها مسؤولون من الدول الأخرى الى العراق من خلال المعاهدات والاتفاقيات التي تبرم بين العراق والعديد من الدول". 

وبين أن "انعقاد قمة الجوار الإقليمي التي ستعقد في بغداد هي تتويج لنجاح العراقي، لاسيما وهي تجري بالتنسيق مع فرنسا".

تأثير العراق في المنطقة
فيما أكد أستاذ الفكر السياسي في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي، أن "كل هذه الزيارات من كبار المسؤولين في العالم على مختلف المستويات سواء الدينية على مستوى البابا أو من رؤساء دول من المحيط الاقليمي أو حتى الدول الاوروبية تعطي انطباعاً أن العراق اليوم بات من أكثر الدول قوة وتأثيراً في المنطقة".
وأضاف، أن "العراق نجح في تفسير العلاقة بين أكثر من دولة سواء بين تركيا ومصر من جهة وبين ايران والسعودية من جهة اخرى ونجح في موضوع جمع الفرقاء من هذا الإطار".

العلاقات الدولية 
وذكر أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لديه اليد الطولى في نجاح علاقات العراق الخارجية، كونه يمتلك معلومات عن هذه الدول ونقاط الالتقاء والتقاطع، وبالتالي تفعيل نقاط الالتقاء مع تجميد نقاط التقاطع دفعت تلك الدول في موضوع الانفتاح على العراق".

خطاب وطني موحد
وأشار إلى أن "طبيعة الزيارات القائمة سواء من الرئاسات الثلاث أو وزارة الخارجية أو لجنة العلاقات الخارجية، عملت حالة من التكامل في خلق خطاب وطني عراقي يبعث على الاطمئنان من قبل الجميع".
ونوه إلى أن "الدول الاوربية تدرك تماما أن هناك تحركاً من قبل الحكومة العراقية باتجاه خلق دولة مؤسسات سواء كان من خلال لجنة مكافحة الفساد في هذا الاطار، إضافة الى حرص العراق بأن يطبق موضوع الأتمتة التي تخلق الشفافية".

وتابع أن "كل هذه الامور مجتمعة فيما بينها بعثت رسالة  اطمئنان، إضافة الى أن هناك جملة من التحديات تواجه العالم سواء على الصعيد المناخي أو الصحي، وبما أن الشرق الأوسط يمثل قلب العالم، والعراق يمثل قلب الشرق الأوسط مع خطاب سياسي متوازن من قبله، وعدم الارتماء في المحاور، كل هذا حفز العالم إلى أن يثق بالعراق بصورة كبيرة".
دور العراق المحوري

من جانبه، قال عضو ائتلاف النصر أحمد الوندي: إن "انفتاح الدول تجاه العراق ما هو إلا تأكيد لدور العراق المحوري واهميته في الشرق الاوسط، بالاضافة الى اهميته المحورية كجزء مهم من المجتمع الدولي، باعتباره مهداً للحضارة".

ولفت إلى أن "رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يبذل جهوداً باتجاه اعادة العراق الى المستوى الطبيعي في المجتمع الدولي، إضافة إلى أن العراق صاحب تجربة وما حصل من انفتاح دولي في عام 2014 وتشكيل التحالف الدولي من اجل محاربة داعش في النهاية ما هي الا جهود وطنية حثيثة تقوم بها القوى الوطنية تجاه المجتمع الدولي".

النهج الانفتاحي للعراق
وأضاف، أن "انعقاد مؤتمر الجوار الذي أعلن عنه العراق في نهاية الشهر الحالي هو اكتمال للنهج الانفتاحي للعراق". 
وأكد أن "العراق موجود بهيبته ووضعه الاستثنائي، وهو رمز ومحور أساسي في المنطقة"، مبيناً أن "العراق لن يكون جزءاً من سياسة دولة معينة، بل هو دولة مستقلة وحيادية".

وكان وزير الثقافة والسياحة والآثار، الناطق باسم مجلس الوزراء حسن ناظم أكد في وقت سابق أن قمة بغداد تحقق استقراراً للعراق في التفاهمات مع  دول المنطقة، وحينما تستقر دول المنطقة تخف توتراتها ايضا ينعكس ذاك على استقرار العراق والمنطقة والجوار"، مشيرا إلى أن القمة ستخرج بقرارات مهمة تتعلق بالمجال الاقتصادي وأخرى تتعلق في التغير المناخي والاحتباس الحراري.
وفي شهر حزيران الماضي احتضنت بغداد اعمال القمة الثلاثية بين العراق والاردن ومصر، وأكد قادة الدول الثلاث على ضرورة السير بالإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية العراقية- الأردنية المشتركة وتعزيز مشروع  الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر من خلال المضي باستكمال خط الغاز العربي وإنشاء خط نقل النفط الخام (البصرة- العقبة)، والتعاون في مختلف مجالات مشروعات الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة والبتروكيمياويات وبناء القدرات وتبادل الخبرات، والعمل على تهيئة مناخ الاستثمار لدعم شركات القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات في الدول الثلاثواتفقوا على ضرورة التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي من خلال استكمال مشروع إنشاء شركة إقليمية لتسويق المنتجات الزراعية وتوقيع بروتوكول التعاون في المجالات الزراعية.
واتفق القادة على التعاون في مجال نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم مع تشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والاستشارات الهندسية للمساهمة في البناء والتشييد وتقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز تبادل المنتوجات والمواد الداخلة في قطاع الإنشاءات.
وفي الجانب الأمني، شدد القادة في بيان قمتهم الثلاثية على أهمية التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب.