بقلم د.حميد النايف
أن تعظيم الإيرادات المالية بات امرا واجبا وخاصة بعد الأسعار المضطربة لأسعار النفط والتي طالما تؤدي الى انهيارات مالية مفاجئة, وعليه يجب ان لا نركز على الثروات النفطية كمورد أساسي والتي يأتي يوما تنتفي حاجة العالم لها او تتضاءل بفعل تطور ظاهرة التنامي نحو الطاقة النظيفة , فضلا عن إيجاد بدائل غير النفط لاستخدامات الطاقة المتجددة , وكون بلدنا مازال يعتمد على العائدات النفطية مصدرا للوفرة المالية , لذا بات من الواجب ان نبحث عن موارد مالية غير نفطية ترفد ميزانية الدولة بأموال متحركة لا تتأثر بالهزات والتقلبات السعرية التي يشهدها القطاع النفطي , فضلا عن الاتجاه الى الزراعة والصناعة بات مطلبا , ومن هذا الإيرادات أيضا والتي باتت حاكمة الايراد مثل الرسوم والضرائب الحكومية والتي اذا ما تم جبايتها بشكل منظم ستكون إيراداتها كبيرة وتعظم إيرادات الدولة ,ولا ننسى التراث الحضاري للعراق و ما يمتلكه من أماكن سياحية ودينية والتي هي الاوفر حظا لتكون موردا دائما يعظم ايرادات الدولة بالمال ويضاف الى واردات النفط والمنافذ الحدودية والجمارك والزراعة والصناعة , حيث ان كثير من الدول تعتمد في ايراداتها على المرافق والمنتجعات السياحية والآثار والمحميات والتي هي متواضعة لديها في حين نحن في العراق نتميز بتعدد وكثرة الاماكن التراثية والحضارية والدينية والتي اذا ما استثمرت بالشكل الصحيح ستكون رونقاً ومرتكزاً سياحياً للعالم، فضلا عن الاستثمار المالي, مما يجعل العراق بلدا شامخاً بحضارته وتاريخه العريق ولا بد من ذكر بعض تلك المناطق السياحية والآثار والمحميات العراقية : ومنها حدائق بابل المعلقة , مدينة سامراء , إيوان كسرى , قلعة أربيل , مدينة نمرود , قبر النبي دانيال و ذو الكفل , مملكة الحضر , بحر النجف , مدينة اور ،مسجد الكوفة , جامع براثا, اهوار الجنوب الخ... , ويجب ان ,يعاد النظر بكل ما يتم التفكير به بأفق ضيق والخروج بأفكار الى الأفق الخارجي لأجل مصلحة البلاد والعباد فعلى المهتمين بالشأن السياحي في العراق بضرورة الاهتمام بتلك الاماكن التراثية وتوفير متطلبات السياحة فيها من فنادق ومطاعم ومنتجعات ترفيهية ، فضلا عن توفير بيئة امنة إضافة الى تدريب طواقم سياحية عن كيفية السياحة وبلغات مختلفة ،مما يجعلها موردا اضافيا غير النفط ,لاسيما وان كثير من دول العالم لديها اماكن تراثية وسياحية اقل من العراق ولكنها استطاعت كيف تحولها الى منتجعات سياحية متطورة تضاهي المرافق السياحية لكثير من دول العالم والمنطقة مستثمرة الموارد الطبيعية المتاحة لها بصورة مباشرة وجعلتها بلدان سياحية بامتياز، فعلى المتصديين للعمل السياسي والسياحي في البلاد الالتفات الى التراث والاثار التي وهبها الله الى العراق
لاستثمارها في زيادة تعظيم ايرادات البلد وتنمية قدراته الاقتصادية و تنشيط الحركة التجارية، فضلا عن تشغيل الاف العاملين فيها، حيث ان مفهوم المحمية الطبيعية متواجد منذ القدم وهو ليس حديثاً كما يعتقد البعض، فكانت هناك المناطق المحمية المخصصة للأغراض الدينية وأخرى لإتاحة المناخ والظروف الملائمة لتكاثر بعض أنواع الحيوانات أو كانت مخصصة لأغراض الصيد. والحفاظ على التنوع البيولوجي وتهيئة معالم سياحية عراقية جديدة في بلاد الحضارة العريقة حيث تعاقب عليها الآشوريين والسومريين والبابليين والعباسيين والأمويين وربما يكون من حظ العراق السعيد أن يترك كل من سكنها أثراً ومعلما خالداَ شاهدا على فترة حكم كل منهم .لكن للأسف بات التغاضي عن هذه الثروات مستمراَ نتيجة غياب التخطيط الاستراتيجي لتنمية واستثمار كل طاقات البلاد واستغلال ثرواتها بالشكل الامثل مما يعزز موقع البلاد اقتصاديا وسياحيا ، دعوة خالصة لكل المعنيين الالتفات مليا لهذا الامر وجعل العراق موقعاً جاذبا لكل الرحلات السياحية في العالم . والذي سيفضي الى تعظيم إيرادات الدولة اولا ورفع مستوى المعيشة للعديد من العوائل ضمن مناطق السياحة ثانيا, فضلال عن عموم البلاد .