البصرة- واع- صبا سامي
يعد شارع الفراهيدي معلماً حيوياً للفكر والثقافة والكتاب في محافظة البصرة، وهو ملتقى المثقفين والأدباء والفنانين، يعج هذا الشارع الثقافي بالكتب والأنشطة الثقافية المختلفة، ويحتضن العديد من الفعاليات.
تأسس في أيار من العام 2015 وله أهمية قصوى في ترسيخ وبث روح الثقافة والتبادل الفكري والفني بين جميع الفئات، إذ يعد ملتقى لجميع الشرائح البصرية، ويشهد تجمعات للعوائل البصرية من الساعة الرابعة عصراً وحتى الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الجمعة من كل أسبوع، حيث يتم فيه بيع المقتنيات وعرض بضائع متنوعة كألعاب الأطفال والقرطاسية وأدوات الرسم وسواها، فضلاً عن عرض بضائع أثرية ثمينة كالساعات الأثرية والتحف والمزهريات.
جملة من الأدباء والمثقفين التقتهم وكالة الأنباء العراقية (واع)، خلال تجوالها في شارع الفراهيدي لتستطلع آراءهم حول هذا الشارع وأهميته، وبهذا الخصوص تحدث الشاعر والإعلامي هيثم عباس قائلاً: "يعتبر شارع الفراهيدي أبرز متنفس ثقافي في محافظة البصرة، إذ يتم فيه بيع الكتب والتحفيات، وتقام فيه معارض الفن التشكيلي والرسوم، كما أصبح أيضاً متنفساً للعوائل البصرية".
وأشار إلى أن "العائلات البصرية تأتي بصورة مستمرة لهذا الشارع لاسيما بعد تحول افتتاحه من النهار الى الليل من مساء كل يوم جمعة أسبوعياً"، مبيناً أن "شارع الفراهيدي يعد متنفساً للمثقفين حيث يجتمع فيه الأدباء والشعراء والفنانين والصحفيين، ويتم فيه الاحتفاء بالأدباء الذين تصدر لهم مجموعات شعرية أو قصصية أو كتب أدبية وفكرية، إذ إن الكتاب والمثقفين يتواجدون بهذا الشارع".
ولفت إلى أن "الشارع يشهد قدوم مختلف الشخصيات والشرائح الاجتماعية والمواطنين، لاسيما بعد انحسار جائحة كورونا التي توقفت معها جميع الأنشطة الفكرية في جميع الاتحادات والمنظمات الثقافية".
من جانبه قال المؤلف والناشر أرشد البصري: إن"شارع الفراهيدي تم افتتاحه في العام 2015، ويعد المتنفس الحقيقي للشباب البصري"، مؤكداً: "كنا نأتي صباح كل يوم جمعة من كل أسبوع في فصل الشتاء الى هذا الشارع، أما في فصل الصيف، فيكون حضورنا في المساء".
وتابع: "شارع الفراهيدي هو بمثابة استراحة وتجمع للأدباء والشعراء، وتعقد في هذا الشارع ندوات مختلفة في مجال الأدب والتشكيل والرسم والخط، إضافة الى ندوات فكرية واجتماعية، وتقام أحياناً فيه فعاليات موسيقية وأناشيد ومعارض تشكيلية"، منوها بأن "الشارع يضم جناحاً لحراك تشرين، ويشهد أعمالاً إنسانية وتبرعات لكتب المناهج الدراسية لذوي الدخل المحدود".
ولفت إلى أن "المكونات الفكرية والثقافية المتنوعة تلتقي في هذا الشارع الذي يوثق عمق ثقافة وانفتاح المجتمع البصري".