بيئة بلا صديق

مقالات
  • 3-06-2021, 09:34
+A -A

 يعقوب يوسف جبر 
من مميزات الإنسان المتحضر حفاظه على بيئته من التلوث، باتباع طرق وقائية كثيرة ومتنوعة وهذا ما شهدته البلدان المتحضرة، فالإنسان حسب هذا الوصف يعد صديقا للبيئة. لكن ماذا عن بيئتنا في العراق هل ثمة من يحميها ويصادقها؟ 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
 
للأسف الشديد انخفض عدد أصدقاء البيئة في العراق. وكثر عدد أعدائها. حيث ظهرت في مجتمعنا الكثير من السلوكيات المتخلفة التي ازداد عدد المتخلقين بها، فتكاد تتحول إلى مايشبه العرف الاجتماعي رغم أنها لا تنسجم مع النظام العام والآداب العامة، ورغم أنها سلوكيات تتماثل مع سلوكيات الإنسان البدائي، خذ مثلا اقتناء الكثير من الأشخاص لدراجات بخارية لا تصلح للعمل مطلقا على مستوى البيئة، حيث يتعمد هؤلاء الأشخاص بواسطة هذه الدراجات خلق ضوضاء عالية المستوى، من دون الاكتراث بمضارها عليهم وعلى البيئة البشرية والساكنين فيها، فهل من حق هؤلاء المتمردين أصحاب هذه الدراجات العبث كما يحلو لهم بمقدرات المواطنين؟ هل يعلم هؤلاء العابثون أن الصوت المرتفع والمستمرّ يسبب الفقدان المؤقت أو الدائم للسمع ويسبب زيادة ضغط الدم والتشويش في نبض القلب وزيادة الأدرينالين وتشويش الأداء السليم لوظيفة الكليتين والتعب؟ وهل يعلم هؤلاء ان الضوضاء تثير الشعور بالخوف وتشكل ضغطا على الأعصاب وتتسبب بضعف القدرة على التركيز على الأفكار الايجابية والعمل والتعلم؟. 
يقدر المختصون في العراق ان الضجة والضوضاء التي يحدثها الكثير من اصحاب الدراجات البخارية في المدن العراقية هي بمستوى 80 ديسيبل: وهو مستوى يسبب أضرارا صحية ونفسية كبيرة. 
فهل عجزت الحكومة الحالية عن إيجاد الحلول المناسبة لهذه السلوكية التي انتشرت بشكل خطير حيث لا تزال تسبب فتكا بصحة المواطنين؟. 
لا أعتقد أن الحكومة عاجزة عن إيجاد هذه الحلول، فهي تملك الإمكانيات الفنية والأمنية لمكافحة هذه السلوكيات وتخليص المواطنين منها ومن مضارها. لذلك لا بد أن تضع الحكومة خطة عمل لإيقاف هذه الظاهرة الجنونية، لأنها في اتساع دائم ومطرد، كما انها باتت تشكل خطرا كبيرا على البيئة وصحة المواطنين اجمعهم.
وحري بالجهات الحكومية المسؤولة ومنظمات المجتمع المدني العمل على نشر التوعية الصحية والنفسية عبر جميع وسائل الاتصال والإعلام، وتبيان ما تشكله هذه السلوكية من اضرار جسيمة تلحق البيئة وسكانها، وما أكثر وسائل الإعلام الناشطة والموجهة إلى الرأي العام في العراق، التي يمكن لها القيام بهذه 
المهمة؟.