رؤية حقيقيَّة.. رؤية عراقيَّة

مقالات
  • 30-05-2021, 08:31
+A -A

علي الخفاجي
 

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
محاور بناء الدولة الحديثة تعتمد على عدة أمور منها؛ شكل الدولة كمؤسسات، والفصل بين السلطات وحرية وديمقراطية، ودستور وقوانين مكتوبة يشارك في إعدادها الشعب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتعددية سياسية وغيرها الكثير من الأمور التي تساعد على إنشاء دولة حديثة حداثوية.
 في العراق أصبحت هذه المحاور متوفرة، فأصبح للدولة شكل مكتمل واضح من حيث تعدد وتنوع المؤسسات، ووجود مبدأ الفصل بين السلطات وتعددية سياسية وحرية ودستور، فمن حيث المبدأ ان عوامل قيام الدولة بمعناها الحديث متوفـرة، بمعنى إن البلد يسير بالطريق الصحيح وفق المنظور الدولي.
منذ زمن بعيد والعراق يمر بمراحل سياسية متعددة فيها من الاضطرابات والتداخلات والحروب العديدة، التي لم تسمح لهذا البلد بالنهوض الحقيقي الذي يرومه الشعب ويسعى اليه، العلاقة بين الدولة والشعب هي علاقة وجود أي إنه لا وجود لدولة اذا لم يوجد شعب كذلك اذا لم يوجد شعب لا وجود للدولة، اذاً ووفقاً لهذا المنظور هي علاقة ارتباطية، أي ان أحدهما يكمل الآخر وهذا ما أكده (هيجل) بالقول "إن تماسك الدولة وقوتها يعودان الى نجاح المصالح الخاصة للمواطنين مع المصالح العامة للدولة".
 في عام 2016 أعلنت السعودية برنامجا يعد الأضخم والأكبر على مستوى العالم أطلقت عليه تسمية (رؤية السعودية 2030) وهو برنامج او خطة ركزت فيه وحسب ماهو معلن على إنشاء صندوق سيادي لجذب الاستثمارات الكبيرة الى السعودية ومن أهدافه أيضاً التحرر من النفط، حيث تستطيع المملكة العيش من دون الاعتماد على النفط، وكذلك زيادة مساهمة القطاع الخاص، وبالتالي خفض نسبة البطالة والاعتماد على المشاريع الفردية ودعم المواهب والابتكارات، وكما ستقوم بإنشاء مجمع ضخم للطاقة الشمسية والتخلي عن الأسلوب المعتاد لإنتاج الطاقة، والانفاق على مشروعات البنى التحتية وايضاً الاهتمام بالآثار والمشاريع السياحية وبناء مدن عصرية، وغيرها الكثير من المشاريع الذي يروم برنامج رؤية 2030 تحقيقه.
وفقاً للانفتاح الكبير الذي يشهده العراق من خلال الدعوات الحكومية المتكررة لفتح باب الاستثمار على مصراعيه وتوقيع اتفاقيات ومعاهدات مع كثير من الدول، أصبحنا بأمس الحاجة لرؤية حقيقية كما رؤية السعودية، فكل العوامل اللازمة لإنجاح بناء الدولة متوفرة ووجود كل ما من شأنه للارتقاء بواقعنا بالشكل الصحيح، من حيث الأيدي العاملة والخبرات والأموال، بتضافـر الجهود ووجود رؤية مستقبلية وإخلاص من جميع الأطراف، نستطيع بناء بلد مختلف على كل الأصعدة فيه كل مقومات العيش الرغيد.