د. علاء هادي الحطاب
بسبب ما نعانيه من احباط متكرر ومستمر في حياتنا تارةً يكون حقيقيا نتيجة لاستمرار تردي الخدمات المقدمة للمواطن، واخرى يكون "صناعة" اي تتم صناعته من قبل اطراف ومؤسسات لاهداف غير مقصودة ومقصودة كثيرة داخليا وخارجيا، لكن الواقع هو الاحباط ازاء كل شيء في ان واقع بلادنا مأساوي وغير جيد ولا يوجد تقدم في حياتنا ولو خطوة واحدة.
الاستسلام لهذا الامر مدعاة لتوقف اي تفاعل مع اية بادرة أمل ممكن ان يوجدها فرد او مؤسسة او حتى حالة معينة وبالتالي الاستمرار في التراجع حتى الانهيار وجميعنا سيخسر في هذا التراجع الا من "رتب " وضعه في "الطفرة" خارج هذه البلاد وايجاد بلد اخر يكون موطنا له، وهؤلاء "الطافرون" قليلون قياسا ببقية المگاريد الذين سيكابدون من اجل فقط البقاء على قيد الحياة.
بالمقابل هناك واقع يتحدث عن بعض الانجازات هنا وهناك وحتما انها ليست بمستوى الطموح، لكنها تبقى انجازات ممكن ان تصنع لنا املا بغد وحياة افضل، فأي الطريقين افضل. ان نغض النظر عن تلك الانجازات ورميها وراء ظهورنا ونستمر في دوامة الاحباط ام نتفاعل معها في سبيل "صناعة" الامل في نفوسنا ومجتمعنا؟
العقل والمنطق يقولان ان وجود الامل في حياتنا خير لنا جميعا من وجود الاحباط واليأس والقنوط فالاخير نتيجته خسارة الحياة والاول ربحها.
والواقع يؤكد ان الانجاز وعلى جميع المستويات ليس مستحيلاً، اذ نرى اليوم مشاريع هنا وهناك تُنفذ على ارض الواقع سواء في مجالات الخدمات العامة او الثقافة والفكر او غيرها، نعم وبالمقابل يستمر التراجع في ملفات اخرى، لكن الامل بوجود الانجاز مازال قائما والدليل ما يحدث في بعض المحافظات من تقدم ملحوظ قياسا بالفترات السابقة في نفس تلك المحافظات فهذا ان دل على شيء انما يدل قدرتنا على الانجاز كافراد ومؤسسات فأي الطريقين سنسلك الاستمرار في الاحباط ام اشاعة الامل؟.