ميسان- واع - شذى السوداني وعبدالحسين بريسم
يؤشر طباعة المنجز الابداعي على نفقة الخاصة للكاتب تحد امام عدد كبير من المؤلفين والكتاب.
ففي عدد من الدول التي تنتشر فيها دور الطباعة والنشر فإن عمل طباعة هذه المنجزات تكون مبسطة من خلال الاتفاق بين الكاتب ودور النشر وبالتالي يحصل الكاتب على دعم مادي يتناسب مع التخصص الذي أبدع فيه.
يقول القاص ضاري الغضبان لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "طباعة الكتب، لاسيما الأدبية منها، يحتاج إلى عملية تنظيم ورعاية ودراية، ولا يمكن لشخص واحد أو بضعة مبدعين القيام بكامل مهمة النشر والتوزيع "،مؤكداً أنه "لا يوجد خيار ناجح إلا المؤسسات الراعية، مع الأخذ بنظر الاعتبار مسألة التمحيص في نوعية الكتب التي تستحق الطباعة، من خلال لجان متخصصة لتفريق النوع على حساب الكم".
وأضاف أن "من واجب المؤسسات الثقافية رعاية المطبوع المميز والترويج له، بل زج الكتب الفائزة من شعر وسرد ودراسات في المسابقات الأدبية الرصينة من جانب، واستحداث مسابقات أدبية متخصصة وبشروط الجودة مع هامش لتشجيع أدب الشباب من جانب آخر".
لكن الشاعر الميساني المغترب حسن رحيم الخرساني يرى أن " المؤسسات الثقافية وخاصة اتحاد الأدباء ،تلعب دوراً كبيراً في إشراق الأفكار التي ينتجها المبدعون باختلاف فنونِهم الإبداعية ،وذلك من خلال الأنظمة الداخلية التي تضمن حقوق هؤلاء الأعضاء الذين ينضوون تحت خيمة تلك النقابة ، ويتحتم علي أن أوضح مقارنة بسيطة بين اتحاد أدباء العراق واتحاد أدباء السويد كوني مقيماً في مملكة السويد وعضواً في تلك المؤسسة الثقافية، ففي اتحاد أدباء السويد يجب على كل عضو أن يدفع الاشتراك من أجل استمرار تفعيل عضويته ، مقابل ذلك هناك دعم مادي يحصل عليه العضو شرط أن يكون ذلك العضو مُنتجاً وفاعلاً خلال مسيرته الإبداعية بالإضافة إلى وجود دعم مادي للحصول على سفرة إلى بعض الدول ، أما من ناحية الدعم المادي من أجل طباعة كتاب فلا يوجد ذلك ، بل على الأديب أن يطبع كتابه على نفقته الخاصة وبعد الطباعة يمكن أن يقدم طلباً للاتحاد للحصول على دعم مادي ، هذا النظام الذي تعمل به المؤسسة الثقافية في السويد".
وأشار الى أن "المؤسسات التي تدعم الكاتب لا يوجد منها إلا عدد من الدول التي تنتشر فيها مؤسسات للطباعة والنشر وهذه تتفق مع الكاتب من خلال نشر كتابه ضمن شروط حقوق النشر، وللعلاقات واسم الكاتب له الحظ العظيم في الفوز بدعم تلك المؤسسات".
من ناحيته يجد الشاعر عصام كاظم جري المؤسسات الثقافية في العراق بأنها تهتم بالجانب الوظيفي أكثر من اهتمامها بالجوانب الفكرية والابداعية ، وقال إن "حياة النصوص الإبداعية والفكرية في نشرها وفي توزيعها وقراءتها ، وفي إيصالها للمتلقي أينما كان ، إذ أن طباعة الكتب مشروع إضاءة وحياة معا ، أما المؤسسة الثقافية في العراق فباتت عاجزة عن هذا الوعي والإدراك ، ولعل الأسباب كثيرة وواحدة من هذه الأسباب ، إن المؤسسات مهتمة بالجانب الوظيفي أكثر من اهتمامها بالجوانب الفكرية ، والإبداعية بمختلف أنساقها ، بمعنى آخر أنها دائرة موظفين تحديدا ، لذا أخذ الكاتب والشاعر يتولى المهمة الرئيسية للمؤسسة الثقافية وصار يطبع ويوّزع ويسوّق كتبه على نفقته الخاصة بغية أن يغطي الشلل الذي أصاب جسد المؤسسة "، موضحاً أنه "يقف مع من يرى الثقافة أوسع من الإناء ، وأوسع من كل حيز ومساحة ، لهذا أشد يدي بيد كل مثقف حقيقي يعمل كمؤسسة في إصدار وطباعة وتسويق نتاجه الإبداعي" .
الكاتب والناقد التشكيلي غسان حسن محمد قال: " الكاتب هو رأس المال الرمزي في البلدان التي تحرص على كتابها ولكن للاسف يعاني الكاتب من قلة دعم الجهات الثقافية لنشر منجزه وفي أحايين كثيرة لا يمتلك ثمن طباعة منجزه لأسباب اقتصادية وحياتية قاهرة، وليس هناك توجه رسمي يتكفل بطباعة النتاجات العراقية للكتاب.. ليبقى الكاتب بين مطرقة شظف العيش.. وسندان موهبته التي تذخر بكتاباته التي تروم رؤية النور بين دفتي كتاب".
من جهته يجد الشاعر والناقد رحيم زاير الغانم ،بان المثقف يحمل رسالة مهمة هدفها صالح الانسانية، يقول معبرا عن ذلك: إن "المثقف العراقي يجد نفسه في تحدٍ من نوع خاص، جراء ما يواجهه من صعوبات الحياة وبين نتاجه الإبداعي المتراكم على رفوف الزمن البليد، وهو في هذا الأمر يقع تحت طائلة التقادم لما يطرح من نتاج أدبي أو فكري، ومن جهة مغايرة بين عدم اضطلاع المؤسسات الثقافية في دورها برعاية الإبداع لا المبدع في أقل تقدير، وهي بذلك لم تترك له بدّاً من قطع الحبل السري بين مسؤولياته الجسام تجاه من هم بمعيته أو بين منجزه الذي به يحيا ويحيي فكراً وعقلاً وقلباً، لإيمانه بعظيم ما يحمل من رسالة هدفها صلاح الإنسان".
الأنواء الجوية: محافظتان تسجلان درجة حرارة 3 مئوية غداً
الأنواء الجوية: أمطار وثلوج بدءاً من الغد
الأنواء الجوية: أمطار رعدية وانخفاض في درجات الحرارة