بغداد - واع
تنشر وكالة الأنباء العراقية (واع)، اليوم الثلاثاء، نص استقالة وزير الصحة حسن التميمي.
فيما يلي نص الاستقالة:
السلام عليكم
الاخوة الأعزاء
منذ 30 عاما وهو تاريخ حياتي المهنية منها (12) عاما في المؤسسة العسكرية وماتبقى في مؤسسات وزارة الصحة واصلت العمل الليل بالنهار خدمة لوطني وشعبي ولا سيما المستضعفين من أبناء بلدي المنكوب
عملت بكل مهنية واخلاص سواء لعملي بالمؤسسة العسكرية أو المدنية وتدرجت بالمؤسستين من أصغر وحدة طبية إلى أن أصبحت وزيرا
وشاءت الظروف أن أقود هذه المؤسسات وسط أزمات مالية خانقة والحمدالله وبدعم كل من عمل معي تجاوزنا كل الأزمات وبالإمكانيات المحدودة قدمنا لشعبنا المحروم مايمكن تقديمه لقد قارعنا الإرهاب وأنقذنا حياة ضحايا الأعمال الإرهابية وأعدنا الثقة للمؤسسة الصحية ولاسيما ما أنجزناه في مدينة الطب ووفرنا كل الإمكانيات لغرض عودة هذه المؤسسة لبريقها وضمن الإمكانيات المتوفرة
وبالرغم من ضراوة وقساوة الظروف والأزمة المالية التي كانت معدومة ساندنا الجهد الأمني لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من الجرحى في معركة الحق ضد عصابات داعش الإرهابي
وفي ظل ظروف معركة التحرير وبدون أي دعم مالي نهضنا بواقع الخدمات في مدينة الطب وأدخلنا عشرات التخصصات الطبية
وأنجزنا مشاريع واعدة سيكون لها أثرها الكبير في علاج الملايين وتدريب ملاكاتنا الطبية
ومع ذلك حرصنا على عملنا الأكاديمي والمؤسسات التعليمية ودعمها بجميع الاتجاهات
وبعد أن تم تكليفنا بوزارة الصحة كوزيرا لها
والعالم يشهد انهيارا تاما لمنظوماته الصحية نتيجة لجائحة كورونا بالرغم من رصانتها إلا أننا وبدعم الجهود الخيرة التي ساندتنا حاولنا أن نلملم جراح نظام صحي منهار، أغلب مؤسساته يتجاوز عمرها الـ 60 عاما
وأزمات صحية متوارثة وانعدام الإمكانيات والتخبط الحاصل نتيجة للأزمة الخانقة سواء كانت المالية أو الوبائية
حاولنا وبما نملكه من خبرة وكذلك تأسيس فريق عمل متجانس لإنهاء الانشقاقات والخلافات داخل الوزارة وتشكيل فريق عمل بعيد عن المحاصصة واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب
وبعد إعداد خطة متكاملة أنجزت
1- انجاز اكثر من (80) مستشفى
2- اضافة اكثر من (13000) سرير للمنظومة الصحة
3- إضافة أكثر من (12000) جهاز تنفس اصطناعي
4- زيادة الطاقة الخزنية للأوكسجين من (290000) لتر إلى أكثر من مليوني ونصف لتر
5- زيادة عدد المختبرات الخاصة بتشخيص فيروس كورونا من مختبر واحد الى اكثر من (70) مختبرا
6- توفير جميع الأدوية والمستلزمات الطبية والفحوصات المختبرية الخاصة بمواجهة الجائحة بنسبة 100٪
7- إعادة العمل بجميع المؤسسات الصحية لتقديم الخدمات العامة غير كورونا بنسبة 100٪
٨- أنجزنا عقود الصيانة لكافة الأجهزة الطبية من أجهزة المجلات الخطية والمفراس والرنين والقسطرة لمدة سنتين
9- المضي لإنشاء (23) مركزا للعناية المركزة لحديثي الولادة
10- إعادة العمل بأكثر من (322) مشروعا صحيا متوقف منذ سنوات
11- استكمال العقود لزيادة مراكز الديلزة وزيادة عدد المراكز والأجهزة لإضافة أكثر من (3000) جهاز وتغطية الاحتياج الكامل ليلبي الاحتياج لجميع المرضى وحسب النسبة السكانية
12- استكمال الإجراءات لافتتاح مستشفيات
النجف
كربلاء
الناصرية
البصرة
ميسان
المعامل
مركز أمراض الدم مدينة الطب
مستشفى حديثة
مستشفى الحسينية
وكذلك 23 مستشفى ومدينة طبية ستنجز خلال النصف الأول من عام 2022
13 - حققت وزارة الصحة وخلال تسعة أشهر تغطية دوائية ومستلزمات طبية ومختبرية لم تتوفر منذ أكثر من عشر سنوات
١٤- نجحنا بإبعاد ملف اللقاحات عن كل التدخلات ومن كل الجهات
وحققنا نجاحا بتوفير (3) أنواع من اللقاحات لتوفير أكثر من (٢٢) مليون جرعة وبأسعار تعد الأقل عالميا
15- بالتنسيق مع لجنة الصحة والبيئة تم إقرار قانون الضمان الصحي الذي سيكون له الأثر الأكبر في تطوير الواقع الصحي
أن كل ذلك تحقق ضمن الإمكانيات المحدودة للوزارة بعد أن أعطينا الأولويات وتجفيف الفساد
بعد استلامنا بمهامنا عملنا جادين لتخصيص مبالغ خاصة بالجائحة وكذلك دعم جهود وزارة الصحة لكننا لاحظنا هناك اصرارا غريبا بالامتناع عن تلبية احتياج الوزارة
وكذلك استمر مسلسل الاعتداء على مؤسساتنا الصحية بدون رادع
مع عدم اسناد جهد وزارة الصحة لتطبيق توصياتها من الحظر الصحي وباقي الإجراءات
ان انعدام الموازنات ولاسيما فيما يخص صيانة المؤسسات الصحية، وماحدث في مستشفى ابن الخطيب وبالرغم من الألم الذي سببه ممكن ان يتكرر في دائرة أو مؤسسة صحية
ولاسيما وان عام 2020 لم تكن هناك أي موازنة واستحالة المناقلة بين أبواب الصرف
وإن التخبط الحاصل بفصل المؤسسات الصحية وربطها بالمحافظات بالرغم من صدور عدة قوانين توصي بإرجاعها للوزارة سبب الكثير من المشاكل التي أعاقت عمل الدوائر
وبعد أن أثبتت اللجنة التحقيقية لعدم وجود تقصير وزارة الصحة بالحادث الاليم
وإنني وكألتزام أخلاقي وحفاظا على مسيرتي الوظيفية وتأريخي العائلي والمهني أعلن استقالتي من إدارة وزارة الصحة لعدم وجود مايلوح بالأفق إلى وجود دعم حقيقي للنهوض بالواقع الصحي وكذلك عدم تقديم الدعم إلى أبطال الجيش الأبيض وبالرغم من كل مطالباتنا
ونأمل أن تكون هذه الاستقالة هي رسالة لكل الجهات المعنية أن هناك اهمالا واضحا لدعم هذا القطاع الذي هو بتماس حقيقي مع حياة المواطن
شكري وتقديري إلى ملاكات وزارة الصحة بجميع عناوينهم وتخصصاتهم
الرحمة لشهداء العراق وشهداء فاجعة ابن الخطيب وشهداء الجائحة
الرحمة لشهداء الجيش الابيض
الشفاء العاجل لجميع المصابين من أبطال الجيش الأبيض
اللهم احفظ العراق وأهله