مآذن الفلوجة تحكي قصة 123 عاماً نحتت لقب المدينة

الأنبار- واع- أحمد الدليمي 
اقترن لقب مدينة المساجد بالفلوجة، التي تشتهر ببناء المساجد والمآذن التي تعد السمة الأبرز للقضاء التابع لمحافظة الأنبار والواقع على بعد 60 كيلومتراً شمال غرب العاصمة بغداد.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

قصة أول مآذنتين في الفلوجة
وذكر مدير الوقف السني في الفلوجة خالد العيساوي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "أول مأذنة أنشئت في الفلوجة هي المأذنة التي أنشأها المرحوم كاظم باشا عندما أنشأ أول مسجد جامع في الفلوجة عام 1898م وكان يسمى جامع كاظم باشا الكبير أو جامع الفلوجة العثماني، وكان ارتفاع المأذنة حوالي 28 مترا ومبنية بالطابوق (المنقول من آثار هاشمية الأنبار) والجص".
وأضاف العيساوي، أن "المأذنة كانت تتكون من قاعدة صلبة صماء ترتفع الى مستوى سقف المسجد ثم يبدأ الجسم الاسطواني وطوله 20 مترا الذي كان فيه الدرج الحلزوني الذي ينفتح على حوض المأذنة حيث يخرج المؤذن الى الحوض ليرفع الأذان"، مبينا أنه "من الحوض كانت ترتفع رقبة اسطوانية طولها أربعة أمتار تنتهي بهلال نحاسي وكان في المأذنة نوافذ صغيرة لغرض الانارة والتهوية".
وتابع أن "هذه المأذنة بقيت قائمة الى عام 1963م حيث هدمت مع الجامع العتيق لبنائه من جديد وبناء مأذنة أخرى جديدة استمرت حتى الدخول الامريكي حيث ضربت عن طريق الجو وتم تعميرها مرة أخرى".
وبين العيساوي أن "ثاني مأذنة كانت لجامع المرحوم شاكر الضاحي الذي بني عام 1948م، وكانت هذه المأذنة هي الاولى التي يرفع فيها الاذان بمكبرات الصوت عام 1956م، وقبلها كان المؤذن يصعد الى حوض المأذنة ليرفع الاذان".
ومضى بالقول، إنه "بعدها أنشئت مأذنة جامع الفاروق، وبعدها مأذنة جامع الصديق، واستمر بناء المآذن لأغلب مساجد الفلوجة مدينة المساجد".



أكثر من 200 مسجد في الفلوجة
بدوره قال الباحث في جامعة الأنبار عبد العزيز الجاسم، إن "مساجد المدينة بلغت بحسب الاحصائيات أكثر من 200 مسجد، والمدينة ايضا تمتاز بطابع التصوف وحب أهل المدينة لأهل البيت والأصحاب، وأنها ملتزمة بالسنة النبوية المطهرة"، لافتا الى أن "المدينة تمتاز بالتعايش السلمي والمودة".
وأضاف، أن "المساجد في الفلوجة تتميز بارتفاع المآذن لذلك سميت مدينة المآذن أو مدينة المساجد"، لافتا الى أن "الفلوجة تمتاز ايضا بوجود مدارس دينية سابقا ذات طابع فقهي حاليا اختفت هذه المدارس، أشهرها كانت مدرسة الحضرة المحمدية ومدرسة أم عمارة للتعليم الاسلامي".
وأشار الى أن "هناك ألفة ومحبة وتعاونا لمساعدة المحتاجين وخصوصا الغرباء"، مضيفا، "كما توجد فيها ميزة اخرى بأن لا وجود لفندق في المدينة ومن يحل ضيفاً فهو يحل ضيفاً على جميع ابناء المدينة وتمتاز المدينة بعلاقات طيبة مع جميع مدن العراق".