رمضان و {بطل الزيت}

مقالات
  • 18-04-2021, 09:15
+A -A

علاء هادي الحطاب  
 
بات "بطل الزيت" مقياسا واضحا لانخفاض وارتفاع الاسعار في السوق، بل بات معيارا واضحا لسلامة وقدرة الفرد الشرائية فلا حاجة لنا اليوم لدراسات وابحاث نكتشف من خلالها اختلالات السوق الاقتصادية وتأثيرها في المواطن ذي الدخل المحدود، فما إن ارتفع سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي اقل من ربع قيمته الكلية حتى ارتفع معه سعر المواد الغذائية والادوية والملابس وكل مستلزمات حياتنا بقيمة وصلت الى ضعف سعره السابق.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
 ممكن ان نفهم ارتفاع الاسعار امر طبيعي اذا كانت البضائع مستوردة وبالتالي تتأثر بتغيير سعر الصرف، لكن ما لا نفهمه هو ارتفاع بعض اسعار المنتجات المحلية على شحتها بل وبعضها يتم انتاجه من خلال مصانع حكومية تابعة لوزارة الصناعة العراقية كزيوت الطعام والسكر فهي الاخرى ارتفع سعرها ليصبح ضعف سعرها القديم واكثر من ذلك، وهذا الامر يثير الاستغراب اذ تسهم مؤسسات حكومية برفع الاسعار اكثر من المؤسسات
 
الخاصة.
 
ارتفاع اسعار المواد الغذائية قبيل كل شهر رمضان يعطي مؤشرا لمستوى جشع تجار المواد الغذائية وباعة المفرد هؤلاء انفسهم الذين يصومون معنا شهر رمضان وذاتهم الذين يذهبون معنا الى المساجد والحسينيات والمراقد والحج والعمرة ويشاركون في المناسبات الدينية بل ويتصدرون مشهدها ومع ذلك ما إن يُقدم شهر الله على عباده حتى تراهم اول من يستغل حاجة الناس ويزيد من ارباحه
 
المادية.
 
في الدول المتقدمة لا تنتظر من المواطن فقط ان يتفاعل مع حاجات قومه، بل تفرض الدولة اجراءات عقابية شديدة لمن يتجاوز على حقوق الاخرين ويستغل حاجاتهم ويثري على حسابهم لا سيما من الفقراء وذوي الدخل المحدود ولا تترك الامور الى تقديرات التجار والباعة وتنتظر منهم الشفقة والرحمة، بل يكون لسلطتها الامر الحاسم في توجيه اقتصادية السوق بما يخدم المواطن اولا والتاجر والبائع ثانيا ففي كل الاحوال الربح متحقق لهم فلا يبيعوا بضاعة ما لم يأمنوا ارباحها فكيف اذا كانت البضاعة تمثل حاجة مجتمعية ماسة كحاجة عموم المواطنين الى المواد الغذائية في شهر رمضان.
 
نحتاج اولا واخيرا الى انفاذ سلطة القانون ومحاسبة من يتاجر بقوت الفقراء وذوي الدخل المحدود وايقاع اقسى العقوبات بحقهم بل وفضحهم عبر وسائل الاعلام كي لا يعيدوا انتاج انفسهم كوجهاء مجتمع او فاعلين خيرين فيه يتصدرون مواكب النشاطات والفعاليات الدينية وعموم انشطة الحياة وايصال رسالة الى كل من يحاول استغلال حاجات الناس ان القانون له بالمرصاد، فمتى ما فضحنا وعاقبنا الفاسد الكبير سيخشى الفاسد الصغير وينتهي فساده.