حسين علي الحمداني
هل نحتاج لفكر سياسي جديد يقود العراق في المرحلة المقبلة؟، لكي نصل إلى إجابة مقنعة وواقعية علينا أن نعترف أن ما موجود لدينا الآن من طبقة سياسية ظهرت بعد عام 2003 ظلت تدور في فلك الأزمات والبعض منها كان يفتعل تلك الأزمات من أجل البقاء، والجانب الثاني، إن البعض الآخر ظل يراهن على غياب الوعي الشعبي من أجل ذات الهدف وهو البقاء في السلطة.
هذا الفكر السياسي أثبت فشله في بناء دولة المؤسسات من جهة، ومن جهة ثانية لم يتمكن من إقناع المواطن العراقي بدليل خروج الكثير من التظاهرات ضد الفساد وانعدام الرؤية الصحيحة في عملية استثمار موارد البلد سواء المادية منها أو البشرية لتحقيق التنمية المطلوبة وسط ميزانيات انفجارية تعدت سنويا مئات المليارات من الدولارات.
لهذا نجد أن بوصلة الناخب العراقي الآن تبحث عن فكر سياسي جديد واقعي أكثر مما هو شعاراتي قائم على هز المشاعر من أجل كسب الناخب الذي لم يعد ذلك الناخب الذي تستهويه الشعارات القديمة القائمة على الوعود
المتكررة، بل الناخب العراقي يشعر بمسؤولية كبيرة وهو يدلي بصوته في الانتخابات المقبلة لأنه لا يريد أن يكرر ما جرى في السنوات والدورات الانتخابية الماضية التي أفرزت له معاناة كثيرة، سواء في الأداء السياسي أو الاقتصادي أو الخدمي، وهو ما يجعلنا نقول إن وعي الناخب العراقي الآن أكثر من وعي السياسي العراقي الذي ظل ملتزما بنهج واحد غير قابل للتغير رغم تغير بوصلة الناخب من جهة، وتغير الظروف المحلية والإقليمية والدولية من جهة ثانية، وهو ما يؤكد لنا جملة من الحقائق المهمة أبرزها بالتأكيد أن المواطن العراقي بات اليوم يبحث بجدية عن من يمثله ويحقق مطالبه في الرفاهية والأمن والتنمية بعيدا عن انتمائه العرقي والديني وحتى الإيديولوجي، وهو ما يؤكد أن هنالك روحا جديدة في الشارع العراقي يجب أن تفرز طبقة سياسية جديدة تقود البلد في السنوات المقبلة.