واسط - واع- دانيال قاسم
لم يكن يدور في ذهن فريق وكالة الأنباء العراقية (واع) وهو يزور محافظة واسط لتأدية واجب صحفي أن مؤشر جولته ستتجه صوب قضاء النعمانية الواقع شمال غربي المحافظة، فهذا القضاء يمثل لمحة تأريخية مهمة جسدت الكثير من الأحداث، ولعل وفاة الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي فيه تعد واحدة من أبرز هذه اللمحات.
تاريخ التأسيس
الباحث التاريخي والإعلامي جمعة السعيدي قال: إن "مدينة النعمانية المعاصرة عرفت عند تأسيسها الحديث العام 1923 باسم (البغيلة) نسبة الى بساتينها الكبيرة والكثيرة " ،مشيراً الى أنها "تحتوي على قصر النعمان بن المنذر ،وقبر الشاعر أبو الطيب المتنبي ،وضريح محمد بن القاسم الثقفي الذي يعرف بين العامة بقبر محمد بن القاسم العلوي".
وأضاف أن "اسم النعمانية حديث ويعود إلى اسم ملك الحيرة النعمان بن المنذر الذي حكم في سنة 600 م حيث اتخذ النعمان من النعمانية حصناً للمناذرة وشيد فيها قصراً تعرف آثاره حالياً بتل نعمان ،ويبعد عن مركز المدينة بحدود أربعة كيلومترات"، مبيناً أن "المصادر التاريخية تشير إلى أن المدينة كانت حاضرة وعامرة في العهدين الأموي والعباسي".
سلة غذائية
ويتميز قضاء النعمانية بطبيعته الزراعية حيث تنتشر المزارع والبساتين على طول نهر دجلة كما أنه يتميز بالثروة الحيوانية وتربية الأسماك ،ما جعله يمثل سلة غذائية مهمة للمحافظة ولبقية المحافظات الأخرى.
وقال مدير زراعة واسط صبار محمد: إن "المساحة الكلية للنعمانية تقدر بأكثر من 400 ألف دونم ،أما المساحة الصالحة للزراعة فتقدر باكثر من 144 ألف دونم"، لافتاً الى أن "90 ألف دونم تتم زراعتها بمحصولي الحنطة والشعير، بالإضافة الى مساحات واسعة من البساتين على ضفاف نهر دجلة ،خاصة بساتين منطقة الكرادة الشهيرة ،التي تشتهر بإنتاج أنواع من التمر والبرتقال والتين فيما تشتهر بزراعة أنواع الخضر الصيفية كالرقي والبطيخ واللوبيا والخيار والباذنجان والباميا والطماطم ومن المحاصيل الشتوية الباقلاء والبصل والثوم والخس وأنواع أخرى من الخضراوات".
وتابع أن "قضاء النعمانية يتميز بكونه حلقة الوصل بين منطقتي الفرات الأوسط والجنوب ،ويضم ساحتين لخزن الحبوب تكفي لخزن آلاف الأطنان من الحنطة لتغذية مفردة الطحين ضمن البطاقة التموينية لعدد من محافظات الوسط والجنوب" .
المتنبي
وفي مكان ما بقضاء النعمانية لفت انتباه فريق (واع) قبراً يقع على مساحة كبيرة، وعلى الرغم من أن القبر لم يجد ذاك الاهتمام به ،إلا أن البعض يعده هوية ثقافية للمدينة.
يقول محمد المياحي (مواطن): إن "هذا القبر يعود للشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي الذي قتل هنا وتم دفنه في هنا والذي يعد شاهداً على أهمية هذه المنطقة وموقعها الاستراتيجي تاريخياً في طريق النقل الرابط بين بغداد والكوفة من جهة ،وخرسان من جهة أخرى"، موضحاً أن "هذا القبر للأسف يعاني من الاهمال على الرغم من أن بناءه يحمل طرازاً أثرياً فريداً".
ودعا المياحي "وزارة الثقافة الى الاهتمام بهذا المعلم الأثري وتحويله الى مركز ثقافي يستقطب المثقفين والشعراء من كل مكان".