ربما اشارة المرور الوحيدة التي يُلتَزم بها هي تلك التي موجودة في المنطقة الخضراء، اذ تجد جميع السيارات ومواكب المسؤولين والمواطنين وعموم الموظفين عندما يصلون الى تلك الاشارة الضوئية العتيدة يتسمرون وقوفا اذا كان لون عينها احمر، ويسرعون بالهروب وتجاوزها اذا اعطت عينها الخضراء، ويرتبكون اذا كانت نظرتها لهم صفراء، اي انهم يلتزمون بكل اوامرها ونواهيها، ولا اعرف هل السبب ان مكان ومكانة هذه الاشارة هي من تجعل جميع السائقين وانا منهم التزم بما تريد اذا انها في منطقة توصف بانها رئاسية وهي حتما كذلك فشوارعها نظيفة وارصفتها ملونة وحدائقها عامرة خضراء كاسمها.
أعود للحديث عن اشارة المرور هذه واترك وصف الخضراء، التزام جميع السائقين بإشارة المرور هذه يكون حتى بعدم وجود رجل المرور فهو في هذا المكان يضع رجلا فوق رجل ولا يحرك يدا فقط “يخزر” بعينيه جميع السيارات وسائقيها إن تجاوز احدهم تلك الخطوط العريضة البيضاء.
الالتزام باشارة المرور امر وواجب قانوني يدل على احترام الفرد للاخرين واحترام المجتمع بعضه لبعض لان قيادة السيارات فن وذوق واخلاق وابسط تجليات تلك المواصفات تبرز في احترام سائق السيارة لاجمالي النظام المروري وبالاخص الاشارات الضوئية، لكن واقع الحال في بلادي ان اغلب اشاراته المرورية مستباحة من قبل الجميع بدءا بمواكب المسؤولين وانتهاءً بمواكب التك تك والدراجات النارية حتى من قبل اؤلئك المسؤولين والموظفين والمواطنين الذين يلتزمون بإشارة المرور الضوئية في المنطقة الخضراء التي حدثتكم عنها قبل قليل، فهؤلاء بمجرد خروجهم وتجاوزهم تلك الاشارة العتيدة يفرغون غلهم ببقية الاشارات بتجاوزها وعدم احترام اضوائها.
النتيجة ان القانون وادوات تنفيذه كلما كانت قوية وفاعلة كلما كانت لاشارات المرور وغيرها من وسائل تنظيم الحياة العامة مهابة ومحترمة والعكس صحيح، فكلما كان القانون ضعيفا وادواته كذلك كلما انعكس ذلك على مجمل حياتنا، واذا اردنا جميعنا افرادا ومؤسسات ان نعيش حياة منتظمة لا بد من ان نجعل القانون حكما لخصوماتنا وكل مفردات حياتنا عندها ستصبح كل اشارات المرور الضوئية عتيدة ومهابة كإشارة مرور المنطقة الخضراء.
الإعمار: إحالة 24 مشروعاً جديداً للتنفيذ
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع