ميسان- واع - شذى السوداني وعبدالحسين بريسم
من يدخل الى منطقة الطيب الحدودية التابعة لقضاء المشرح بمحافظة ميسان، سرعان ما تسرح به مخيلته صوب المحافظات الشمالية، فثمة تشابه بين الطبيعة الخلابة وعذوبة الأجواء التي تتمتع بها هذه المنطقة المنسية وبين المناطق السياحية في إقليم كردستان.
فبالإضافة الى جمالها الأخاذ ،فإن المنطقة تتميز بكونها أرضاً زراعية خاصة لمحصولي الحنطة والشعير ،فضلاً عن تربية الحيوانات لما تمتع به من مراعي خضراء وسهول غنية بالثروات.
معاناة المواطنين
وكالة الأنباء العراقية (واع) زارت المنطقة واطلعت على واقعها وأهم المشاكل التي تواجه القاطنين فيها، ويقول المواطن حسين صبر صاحب مزرعة: إن "المنطقة تعاني من غياب الطاقة الكهربائية على الرغم من وجود مواقع للشركات النفطية فيها ،إلّا أن خطوط الكهرباء تقتصر على الشركات فقط ،أما السكان فمحرومون من هذه الخدمة".
وأضاف أن "المنطقة تعاني أيضاً من عدم توفير الوحدات السكنية وكذلك من انقطاع تام لخدمة الاتصالات الشبكية ،من شبكات الهاتف المحمول والانترنت من بداية الطريق وحتى نهاية حدودها"، لافتاً الى أن "هناك معاناة أخرى تتعلق بالفلاحين ،وهي عدم تسجيلهم في الخطة الزراعية الخاصة بتسويق المحاصيل في أثناء موسم التسويق ،بالرغم من وجود سايلو مخصص من وزارة التجارة مسمى بسايلو الطيب يستلم محاصيل التسويق من جميع محافظات العراق ،إلّا من فلاحي الطيب الذين يعانون كثيراً من الدخول الى السايلو".
معادن وثروات
وفي مكان آخر من المنطقة حيث يجلس رجل مسن وهو الحاج أبو علي الذي يقطن في هذه المنطقة لأكثر من 50 عاماً فتحدث عن وجود معادن وثروات كثيرة في منطقتهم، مشيراً الى أن "أرض الطيب تتمتع بتنوع تربتها ،فهناك تربة زراعية وأخرى للرعي وتربة أخرى تحتوي الرمال والحجر والحصى ،إضافة الى النفط والمعادن الأخرى غير المكتشفة حتى الآن".
وأضاف أن "منطقة الطيب تتميز عن غيرها من المناطق الجنوبية بجمالها الخلاب وبأجوائها الساحرة وطبيعتها المتنوعة ،التي تجعل المواطنين يأتون إليها للسياحة ،خاصة في موسم الربيع لأنها تشبه بادية السماوة من جهة ومن جهة أخرى تميل الى السفوح الجبلية الموجودة في المحافظات الشمالية".
التحديات
المواطن حسن جاسم وهو يعمل في تربية الحيوانات قال: إن "أكثر الأشياء التي يعاني منها مربو الحيوانات في المنطقة هي وجود المخلفات الحربية وعدم وجود إشارات تحذيرية أو أدلة تشير الى وجود المخلفات في هذه المنطقة ،وكذلك عدم وجود معالجات لها".
وتابع أن "المشكلة الأخرى هي عدم وجود الجسور في المنطقة باستثناء جسر واحد"، موضحاً أنه "في السابق كانت هناك تسعة جسور ومعظمها عسكرية ،وأغلبها تمر من فوق نهر الطيب الذي يأتي من إيران، ولكن اليوم هذه الجسور لم تعد موجودة ،إضافة الى عدم وجود مراكز صحية أو مستشفى ،ولا مدرسة مؤهلة ،ولا وحدة إسعاف فوري ،ولا حتى مركز شرطة".