نوزاد حسن
وانا اتابع نقاشات الكتل السياسية من أجل إقرار الموازنة، قرأت خبرا في احدى الفضائيات عن مقتل إمرأة وطفلها وتضرر بعض المنازل، جرّاء استخدام اسلحة ثقيلة في نزاع عشائري جنوب سوق الشيوخ وبالتحديد في قضاء العكيكة، لنضع خطا احمر تحت كلمة الاسلحة الثقيلة وما تعنيه من تحد للحكومة، وما يجب عليها ان تقوم به لانهاء مثل هذه الممارسات التي تهدد حياة الناس ومصالحهم.
لا أود في الحقيقة الحديث عن اسباب النزاعات العشائرية، ولا عن الموازنة التي تأجل التصويت عليها حتى السبت المقبل، ما اود الاشارة اليه هو هذا النسيان التام لمشكلة خطيرة مثل النزاعات التي تقع بين العشائر بين وقت واخر، ما معنى ترك هذه المشكلة دون حل حقيقي؟
سيقال هناك حلول وضعت، ومبادرات حكومية، لكن من دون أن تسفر عن نتائج ايجابية، وهنا يأتي دور السؤال الاهم وهو: إذن ما سبب عدم تحقيق اي تقدم يذكر على هذا الصعيد، بل ان هوس النزاع العشائري وصل الى حد استخدام الصواريخ والقاذفات كما اشارت اليه تقارير اخبارية.
لا أعرف في الحقيقة كم تسهم الخلافات السياسية والفساد والمحاصصة وحرب الموازنة، التي تشتعل كل سنة في خلق بيئة غير طبيعية تنعكس على المجتمع باكمله؟، ما اعرفه هو ان طريقة تفكير الفرد البسيط ترتبط باسلوب عمل
الحكومة، إنَّ قناعة اي مواطن هي نتيجة لسلوك السلطة التي تحكمه، فاذا كان النظام السياسي غارقا في البحث عن مصالحه، ولا يقدم خدمات للمواطنين، فهذا يعني بكل تأكيد صناعة افراد خائفين مترددين، وقد ينحرف قسم كبير منهم تقليدا لفاسدين سموا بحيتان فساد، ولو ان مرافق الزعيم عبد الكريم قاسم يقرأ كلامي هذا فسيفهم جيدا ما اعنيه، لأنه حين سئل عن سبب عدم حصوله على منزل وهو القريب من الزعيم اجاب سائله: كلما أردت أن اطلب من الزعيم أن يخصص قطعة ارض، أتذكر أن الزعيم نفسه لا يملك شيئا، هذا هو ما قصدته حين قلت ان تفكير الفرد يهدأ حين تكون السلطة أنموذجا جيدا لتطبيق العدالة، وفي حال لم تكن السلطة عادلة فلن يكون الناس على مستوى واحد من رد الفعل عليها، النزاع العشائري ليس غريزة عشائرية إنه نتيجة سياسية.