ميسان -واع - شذى السوداني وعبدالحسين بريسم
يعد شارع بغداد في مدينة العمارة من الشوارع الرئيسة والقديمة ذات الإرث الحضاري والتاريخي والثقافي لمحافظة ميسان... يمتد الشارع على مسافه ٢ كيلو متر من شرق المدينة حيث تمثال الشهيد الطيار شرقا الى ساحة جعفر الطيار غربا ويضم ايضا جامع الانصار اقدم الجوامع في المحافظة اضافه الى حمامات عتيقه، وغيرها من معالم المدينة .
تاريخ وتراث
مدير اعلام جامعة ميسان الدكتور ليث صبار ،قال لوكالة الانباء العراقية (واع): ما من ضيف يطأ قدمه ميسان الا وذهب لزيارة شارع بغداد حيث المقاهي والمحالّ القديمة في هذا الشارع، حيث يمكنه مشاهدة تاريخ المحافظة ومدنها واهم الاحداث التاريخية التي شهدتها الى جانب الاطلاع على صور الملوك والرؤوساء والشخصيات والفنانين والكتاب.
واضاف ان : في ذاكرة الميسانيين صورة جميلة لشارع بغداد ، فضلاً عن حضوره السياسي في كلّ حدث يطرأ على المدينه ، إلا أنه كان مُتنفساً ميسانيا على مرّ العقود كان ولا زال أبناء المدينة يحبون التجول ليلاً ونهاراً ، حيث المطاعم ومحالّ الملابس والمحالّ التجارية والشناشيل القديمة .
وتابع صبار :يتوسط الشارع جامع الشيخ عبد الغفار الأنصاري صاحب أقدم جامع في ميسان حيث يشهد هذا الشارع في طقوس محرم أحياء شعائر الإمام الحسين عليه السلام كجزء من الدلالات المعبرة التي تحمل في ثناياها ومضمونها مدلولا دينيا يضاف إلى مدلولاتها الأخرى ونأمل من الجهات المنفذة والمسؤولة عن ملفات الإرث الحضاري والمعاني القديمة أن تعمل على تنظيم حملة تثقيف وإعادة ترميم الشارع الرئيسي لمدينة ميسان أسوة بشارع الرشيد في بغداد الذي شهد أكبر حملة لإعادة الحياة فيه وهذا العمل ياتي كجزء من إعادة الثقة بين المواطن الميساني والحكومة المحلية من أجل الحفاظ على تاريخة القديم وذكرياته الجميلة.
رافد حيوي
الكاتب والاعلامي عصام كاظم يرى ان :
"للامكنة القديمة ، عبق لا ينضب ، وسطور راسخة في ذهنية الناس ، والمكان بشكل عام هو ثيمة جمالية وتاريخية تناولته المعلقات والمفضليات والمذهبات الشعرية والنثرية منذ القدم ، ولا يختلف اثنان في أهميته الكبيرة "، مبينا ان " شارع بغداد في محافظة ميسان يعد واحدا من تلك الشواخص التي تثير دهشة الزائر ، من حيث الهندسة المعمارية القديمة للشارع والتي تكشف عن اهتمام الناس انذاك بالفن المعماري وحضارتهم الفائقة وحداثتهم اللائقة ، شارع بغداد هو رافد حيوي يربط شارع ستين بشارع دجلة من جهة ومع محلة الماجدية من جهة أخرى ويفصل أيضا شارع ستين عن حديقة الصابئة المندائيين ، ومن العلامات الفارقة في شارع بغداد " سوق المحطة" و "جامع عبد الغفار الأنصاري" الذي كان وما زال محجاَ للمواكب الحسينية منذ ستينات القرن المنصرم لليوم" .
مرفق تجاري
المحامي حازم المحمداوي وهو من المؤرخين الشباب ،اوضح ان "
شارع بغداد سمي بهذا الاسم نسبةً إلىٰ كَراج قديم يستخدم لنقل المسافرين إلىٰ محافظة بغداد، وكان يقع بالقرب من نهر دجلة ،وتمت إزالته عام ١٩٧١م وتحول ذلك الكَراج إلىٰ منطقة المحمودية ، حيث تأسس ذلك الشارع في عهد الملك غازي أي في فترة ( الثلاثينات )".
واشار الى ان "الشارع الذي يبلغ طوله ( ٢ كم ) تقريباً،يضم سينما ( النصر سابقاً - تحولت إلىٰ قيصرية للطباعة والنشر حالياً )، وسوق ( المُسجلات ) وكذلك السوق المُسمىٰ بــ ( سوق محمد حميد / قيصرية تضم بيع مختلف السلع )، وسوقاً آخر للمواد ( الكهربائية )، وعدة مطاعم شعبية، ومحالا للحلويات والخضار قديمة، ومكاتب للمحامين والإستشارات الهندسية، وفندقا قديما جداً أسمه ( فندق بغداد )، بالإضافة إلىٰ الرمز المعماري والإسلامي القديم ألا وهو ( جامع الأنصاري )، الذي جُدد بناؤهُ عام ( ١٤١٩هــ - ١٩٩٨م ).
وتابع المحمداوي ،أن " الشارع اليوم، يعد مركزاً تجارياً مهماً في المحافظة، حيث يبدأ من ساحة ( جعفر الطيار ,ع, - تقاطع جعفر الطيار ) غرباً، وحتىٰ فلكة المرحوم الحاج ( حميد حويطي - تمثال الشهيد الطيار مروان الساعدي ) شرقاً ويوجد فيه مركز قديم للشرطة، يقع في بداية الشارع من جهة ( اليمين )، سُميَّ بــ ( مركز شرطة السراي - يعتبر ثاني مركز شرطة في المحافظة بعد مركز شرطة حطين، وتم تسميته بهذا الأسم نسبةً لقربه من منطقة السراي / سراي الحكومة في العهد العثماني )، وكذلك صيدلية ( بلاط الشهداء )، التي لاتزال موجودة إلىٰ الآن، بجانبها مركز صحي تابع لمديرية صحة ميسان".