نوزاد حسن
حين استمع وما اكثر ما سمعت عن دعوة للحوار او المصالحة الوطنية ينصرف ذهني مباشرة الى محاورات افلاطون. ولا استطيع منع نفسي عن تخيل جلسة حقيقية بين عدة اطراف يحاولون الوصول الى الحقيقة من خلال الحوار، ولا أعتقد أن الصورة الاخلاقية الرائعة التي نقلها افلاطون عن استاذه سقراط وهو يخوض حواراته ونقاشاته لتوضيح المفاهيم يمكن ان تعود كما نقلت الينا، أعني ان جميع المتحاورين في تلك المحاورات كانوا يلتزمون بهدوء كبير ولم يحدث ان انته أحد المحاورات بشجار او صراخ يفسد جوها الفلسفي.
لكن في حقيقة الامر أحلم بحوار بين القوى السياسية ياتي بنتائج تغير قناعاتنا التي حطمتها أعوام المحاصصة والفساد، هذا مجرد حلم شخصي، أتمنى أن أراه كي يقفز الوضع السياسي المعقد والمضطرب الى مرحلة اكثر هدوءا وتقدما.
ليكن ما قلته الان مجرد مدخل لمناقشة الدعوة التي اطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لعقد حوار وطني بين القوى السياسية والشبابية والاحتجاجية كما جاء في كلمته التي تناقلتها وسائل الاعلام.
في الحقيقة كنت اعرف قبل ان استمع الى كلمة الكاظمي ان زيارة البابا ستفتح بقوة باب الدعوة لحوار سياسي، لكن ما اثار انتباهي في كلمة الكاظمي هو ما قاله عن المسؤولية التاريخية التي كانت سببا لطرح هذه الدعوة فضلا عن الى زيارة البابا، اذن ما الهدف من هذا الحوار؟ باختصار انه تحقيق "تطلعات شعبنا".
بلا شك هذا هو الموقف الرسمي لكن ما هي طبيعة الموقف الشعبي من هذه الدعوة، كيف نستطيع ان نفهم اجواء حوار سياسي في ظل مشاكل كثيرة، وعدم اتفاق بين الكتل السياسية على اغلب اغلب القضايا التي تشهد في الغالب شدا وجذبا يربك دائما نظرة الناس الى مستقبلهم واحساسهم بالامن.
انا اتساءل هل تستطيع "المسؤولية التاريخية" أن تلهم القوى السياسية كي تتفق للتخلي عن نجم المحاصصة اللامع الذي تسير خلفه بلا توقف.
لقد بردت سخونة زيارة البابا، واذا لم تكن "المسؤولية التاريخية" قادرة على بعث روح الوطن في دماء السياسة، فكيف سنصل الى نتائج طيبة تغير الواقع السياسي تغييرا جذريا. يبدو ان تطلعات الشعب تنتظر مع وقف التنفيذ.
الكهرباء: خطة من أربعة محاور لدعم قطاع التوزيع
الأنواء الجوية تعلن كمية الأمطار المسجلة خلال 12 ساعة