ثقافة وفن
بغداد – واع – فاطمة رحمة
اكتظت فضاءات معرض العراق الدولي التاسع للكتاب بالمثقفين والورق بأعداد فائقة التنوع.. تتوزع بين تخصصات جمالية ومعرفية؛ كل ينشد ضالته في ما يودّ أن يقرأ ليجدها بين عشرات المكتبات المحلية والعربية والأجنبية، التي حرصت على وطء أرض الحضارات التي اكتشفت الحرف الأول في الكتابة.
تجولت وكالة الأنباء العراقية (واع) بين أروقة المعرض واطلعت على حجم الكتب المعروضة ،واقبال مرتاديها بمختلف مستوياتهم والفكرية وتحصيلاتهم العلمية.
وقال الناقد والباحث الأدبي سعيد عبد الهادي: "التظاهرة التي نراها في معرض الكتاب تؤكد أن ثمة مستقبلاً كبيراً للكتاب الورقي ،وما زلنا حتى الآن نعشق الورق ،وأنا من الناس الذي أزعم أنني متابع للتقنيات ،ومقلّ في القراءة الالكترونية" مشيراً إلى أن "الكتاب الورقي لا يزال حاضراً وبقوة ،وما زلنا نبحث الى جانب الكوبيديا عن الورق".
وأكد عبد الهادي أن"الجيل الحالي بين أمرين.. وربما جائحة كورونا لها تأثير كبير جداً بتوجيه الأجيال وليس جيلاً واحداً نحو التعليم الالكتروني الذي يفترض وجود منصة الكترونية ليس لها علاقة بالورق لا من بعيد ولا من قريب ،وكأن الجائحة أبعدته عن الورق ،لكن ما نراه اليوم من اقبال على المعرض أثبت العكس.. جمال الورقة وتقليب صفحات الكتاب لعبة اللون في الورق، جاذبية العنوان كلها لعبة لا يمتلكها الكتاب الكتروني".
وبين القاص والأكاديمي لؤي حمزة عباس أن"وجود الكتاب ظاهرة في صلب الحياة ،فهو قضية جوهرية دائمة، تدعم وتعزز الوعي والثقافة والقيم التي نعتمدها ،سواء داخل أو خارج الأكاديمية ،فالكتاب له حضور جوهري في الحياة الإنسانية" لافتاً إلى أنه "علينا أن نستجيب ونتقبل فكرة أن شبابنا بدؤوا يتوجهون إلى وسائل الاتصال الاجتماعي وآليات الانترنت الجديدة أكثر من توجههم إلى الورق ،وهذا لا يفسد للود قضية، وأتمنى من كل جيل جديد أن يجددوا أفكارهم ومجال عملهم وحياتهم ،والذي بالتأكيد سوف يكون أكثر اشراقاً".
وقال رئيس قسم السينما في كلية الفنون الجميلة الدكتور حكمت البيضاني: "هناك غريزة يحملها الفرد العراقي للكتابة والقراءة، ونستطيع أن نحس أن الشخصية العراقية ميالة إلى القراءة، وإقامة هكذا معارض تقوي الكثير من الأواصر خاصة إذا استمرت هذه الأنشطة من خلال هذه المعارض ،فهي محفزات رئيسية لجعل الشاب والمثقف العراقي أن يوسع دائرة فكره".
إحدى رواد المعرض الشابة نور الهدى ،بكلوريوس علوم الجامعة المستنصرية قالت : "نحن الشباب لدينا شغف بالقراءة وحتى في أيام الجامعة كنت أخصص وقتاً للقراءة وأحمل معي كتاباً أينما أذهب ،وانتهز أي فرصة لاكمال ما بدأته من قصة أو رواية.. أنا أقرأ في كل الميادين، كما أن الكتاب الورقي يشدني أكثر إلى القراءة خاصة عندما يعجبني اقتباس استطيع أن أحدده عكس الالكتروني الذي اتقيد به".
شابة أخرى أشارت الى أنها تحب المطالعة وتجذبها العناوين، وقراءاتها عامة ،لكنها تختص بكتب التنمية ،لأنها تستفيد منها كثيراً ،أما الروايات فمن الممكن أن تستفيد منها كتجارب في الحياة.
وأفاد أمير علي ،موظف في دائرة (كوين) السورية بأنه "من بعد العام 2014 بدأ العالم يعود الى قراءة الكتب الورقية بصورة تدريجية ،وهذا واضح من خلال المبيعات، ومعرض الكتاب هو لتكوين علاقات ثقافية مهمة لكل الدول".
صاحبة مكتبة (منة) للنشر والتوزيع الأردنية آمنة سعيد أوضحت أن "جائحة كورونا أثبتت مدى أهمية الكتاب الورقي ،وكيف أننا لا نستطيع الاستغناء عنه من متعة ملامسة الورق وصوت قلبه فله متعة خاصة ،أما الالكتروني فهو مضر للعين ،وبعض الأحيان يصدع الشخص ،ولا نستطيع أن نحتفظ بنسخ أبدية ،أما الورقي فهو المرجع".
وأضاف مدير توزيع في دار (مدارك) النشر في بيروت محمد مهنا أنه "في بداية نزول الكتاب الالكتروني انبهرت الناس به كما نعلم أن كل شيء جديد يأخذك من القديم، لكن القارئ المواظب يفتش عن الكتاب الورقي لأنه يحمل متعة يفتقدها الالكتروني ،خاصة بعد أن انتهي من قراءة كتاب وارجعه الى المكتبه أشعر بإنجاز كبير".
من جانبه أكد مدير مكتب دار النشر (مناهج) لكتب الأطفال من السودان الفاتح حماد الحسن أنه "في بعض الدول يصمد الكتاب الورقي خاصة في الدول الافريقية والدول " No2" لكن في الدول المتقدمة أقل من ذلك، للأسف الشعب العربي شعب مقلد للعادات الاوربية والنشر الالكتروني هو عادة اوربية ،لكن لا يزال الكتاب الورقي هو سيد الموقف. شاركنا بـ270 عنواناً من أدب الأطفال من كتاب سودانيين وبعض الأخوة العرب".
وشدد مدير مكتبة (دار البشير) في الإمارات كمال عبد الهادي عبد العال على أن "مواقع التواصل والتكنلوجيا والتطور عملت طفرة سيئة بالنسبة للكتاب الورقي، لكنني أرى أن لاغنى عن الورق، شاركنا بـ300 كتاب تتوزع بين الدين واللغة".