قصة اكتشاف قبر الشاعر الكميت في ميسان

تحقيقات وتقارير
  • 1-12-2020, 10:21
+A -A

ميسان - واع - شذى السوداني وعبدالحسين بريسم


يعد قضاء الكميت من أقدم أقضية البلاد ،ويتكون من عدة قرى وأحياء سكنية واطلق عليه اسم الشاعر العربي الكبير الكميت بن زيد الأسدي تقديراً وعرفاناً لما قدمه هذا الشاعر الكبير من أشعار في مدح الرسول محمد (ص) وآل بيته (ع) .
وفي أطرف قضاء الكميت يقام الآن ضريح كبير للشاعر الذي ظلم في حياته وفي مماته ،والآن يعاد رد الاعتبار للشاعر الكبير من قبل المزارات الشيعية ،والعمل ما زال متواصلاً لإنجاز هذا الصرح الكبير ،وهو يعد أحد أهم المعالم التي ترمز إلى مكانة الشاعر الكميت ،وأيضاً هو رمز للقضاء ولميسان.
بناء قبر الكميت 
مدير المزارات الشيعية في ميسان أحمد زاير أبو سدرة ،قال لوكالة الأنباء العراقية (واع) 
إنه "بفضل الله تعالى وهمة المؤمنين والدعم المتواصل من نائب الأمين العام للمزارات الشيعية الشريفة في العراق الشيخ خليفة الجوهر يستمر العمل في مشروع إعمار مزار ومرقد شاعر أهل البيت (ع) الكميت الأسدي بإشراف مستمر من القسم الهندسي في مقر الأمانة العام والمهندسين في الأمانة والمتابعة الشخصية من قبل المزارات الشيعية في ميسان.

اكتشاف القبر 

مكتشف قبر الشاعر الكميت العلامة والمؤرخ السيد وليد البعاج الذي تحدث لـ(واع) عن كيفية اكتشاف القبر والسنوات الطويلة التي قضاها في البحث والدراسة حتى أصبح الحلم حقيقة فقال: "بعد استشهاد الكميت بن زيد الأسدي في واسط العراق على يد الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 126 هجرية أوصى ولده المستهل أن يدفن في (مكران ) ،واستجاب المستهل لوصية أبيه الشهيد ،ونقل ابنه شاعر أهل البيت إلى مكران ودفنه هناك في ذات السنة 126 ،وأضحى مدفنه مزاراً لمحبي أهل البيت ،وأحاطت به مقبرة كبيرة لبني أسد ،وأخذوا ينقلون موتاهم ليتم دفنهم قرب مزار وقبر الشهيد الكميت الأسدي المبارك بدعوات أهل البيت "عليهم السلام".
وأضاف: "بعد جفاف دجلة وتحول مساره تغيرت أوضاع المنطقة مع حصول طاعون كبير أدى إلى هجرة السكان بسبب الجفاف والوباء فهجر قبر الكميت ،ولكنه بقي يحتفظ بالاسم حتى يومنا هذا".
وأشار البعاج إلى أن "ما أصاب المؤرخين والمحققين التشويه والضبابية بسبب ما ذكره المؤرخين من مدفن الكميت أنه دفن في "مكران"، ومكران هي موضع في بلاد السند بلوشستان الحالية فتركوا مدفنه بلا تحقيق وهو ما يلاحظه القارئ في أغلب الكتب التي ترجمت حياة هذا الشاعر حتى سنة 1999 إذ تمكن الباحث العراقي السيد وليد البعاج من تحديد موقعين لمكران ،مُكران بالضم في بلاد السند ،ومَكران بالفتح في العراق قرب ميسان  ،وهي من أعمال واسط العراق قديماً ،وهي التي قصدها المؤرخون في مدفن الكميت ،إذ لا موجب للكميت أن يوصي بدفنه في بلوشستان مع بعد المسافة ،واختلاف اللغة والثقافة والمنهج ،ولا أعرف كذلك عن بني أسد أنهم نقلوا موتاهم إلى بلاد السند".