بغداد- واع- محمد الطالبي- اثير عادل
أكد عدد من أعضاء مجلس النواب اليوم الجمعة، أن الورقة البيضاء التي أعلنتها الحكومة تمثل قراءة حقيقية للوضع المالي في البلاد ،وتتضمن إصلاحات طويلة الأمد.
وقال عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية النائب مازن الفيلي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الورقة البيضاء الإصلاحية التي أعدها مجلس الوزراء وصلت إلى مجلس النواب لغرض مناقشتها بشكل تفصيلي "، موضحاً أنها "تحتوي على شروط البنك الدولي ،وهذه الشروط تكون فيها صرامة مفرطة ،وتؤثر في حياة المواطن الذي يجب ألّا يتحمل أخطاء الحكومات السابقة ".
وأضاف أن "المواد الإصلاحية في الورقة البيضاء تنفذ على مدى ثلاث سنوات لإصلاح الوضع المالي والاقتصادي في البلاد حيث يعاني العراق حالياً من قلة المردودات المالية مع تأخير في عملية صرف رواتب الموظفين "،لافتاً إلى أن "الورقة تتضمن نقاطاً إصلاحية تنفذ على المدى البعيد ،ومواد إصلاحية أخرى يجب أن تطبق في جولات التراخيص ،والاتفاق النفطي مع أوبك باعتبار أن الوضع الاقتصادي العالمي قد اختلف عن السابق".
وتابع الفيلي أن "الاقتراض هو خيار مرٌّ ،لكن لا بد منه ،ويجب إعادة النظر في الضرائب ،والجباية ،والنفقات ،والبحث عن أبواب جديدة لزيادة الإيرادات كي لا يتأثر المواطن والموظف".
من جانبه أكد عضو اللجنة النائب يحيى العيثاوي لوكالة الأنباء العراقية(واع)، أن "الورقة الإصلاحية هي مجرد مقترحات ،وليست نهائية وفي حال تم طرحها ستتم مناقشتها بشكل مستفيض ،ومن الممكن أن تقبل أو أن يتم التعديل عليها ،وقد يستغرق ذلك وقتاً طويلاً ".
بدوره، أكد عضو اللجنة المالية في مجلس النواب أحمد الصفار، اليوم الجمعة، أن الورقة الإصلاحية البيضاء تمثل قراءة حقيقية للوضع المالي الذي يمر به العراق.
وقال الصفار في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الحكومة أنجزت ما عليها ،وقدمت ورقة ممتازة فيها قراءة حقيقية للوضع المالي الحالي بتحليل علمي سليم مع الأسباب الحقيقية لما آل إليه الوضع الراهن ،كون معرفة الأسباب تسهل حل المشكلة".
وأضاف: "أتوقع تمرير الورقة الإصلاحية ،والحكومة جادة في هذا ،وستواجه مشاكل ،لكنّ ليس لدينا من بديل".
وأوضح الصفار أن "أيّ محاولة إصلاح سيتضرر بعض الأشخاص منها ،وسيكونون معارضين لها، لكنّ ستبقى أهمية التضامن والتعاون من أجل الخروج من الأزمة الحالية".
وكان وزير المالية علي عبد الأمير علاوي، قد أكد في وقت سابق، أن الورقة البيضاء ستكون خارطة طريق للموازنات اللاحقة، مشيراً إلى أن أحد المحاور الرئيسة للورقة ،هو إصلاح الواقع في المحافظات.
وقال علاوي خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي المشترك مع الناطق باسم رئيس مجلس الوزراء ،وحضره مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الورقة البيضاء هي برنامج إصلاحي للشأن المالي والاقتصادي في العراق"، مبيناً أن "الحكومة تواجه تداعيات خطرة ،والورقة البيضاء خارطة طريق إصلاحية".
وأضاف أن "الغرض الأساس من الورقة البيضاء ،هو نقل محور البوصلة الاقتصادي الحالي إلى وضع مستقبلي أفضل يواكب التطورات في العالم"، موضحاً أن "أحد المحاور الرئيسة في الورقة البيضاء ،هو إصلاح الوضع في المحافظات ،وهي موجهة إلى الجانب الاقتصادي والمالي".
وتابع أن "الورقة البيضاء ستكون خارطة طريق للموازنات اللاحقة"، لافتاً إلى أن "الإيرادات النفطية غير كافية لتغطية متطلبات الرواتب والتقاعد، وسنعمل على تنويع الإيرادات".
إلى ذلك قال النائب ستار العتابي: إن "الورقة الإصلاحية تتضمن خطوات لمدة ثلاث سنوات، وتوجه لتحسين محاور الاقتصاد العراقي باتجاه قطاع النقل ،وتوفير اليد العاملة والخدمات العامة"، مبيناً أن "هذه الأمور تتوقف على مدى استطاعة الحكومة بتوفير الإيرادات وتقليل النفقات، والسيطرة على جميع ورادات الدولة".
وأضاف أن "تقليل النفقات يمكن أن يحقق شيئاً من الورقة الإصلاحية، من خلال تشغيل اليد العاملة ،وتفعيل القطاع الخاص بكل واسع وكبير، فضلاً عن تحسين قطاع النقل الذي يعاني الكثير من المشاكل، إضافة إلى توسيع أسطول النقل الجوي ،لأن العراق ممر عالمي تجاري مهم".
وتابع أنه "في حال تم اكمال ميناء الفاو ،فسيكون العراق بوابة عالمية للنقل والتجارة، وسيكون من بين 10 دول من حيث أهمية الميناء على مستوى العالم، حيث سيربط قارتي آسيا وأوروبا".