سياسية
أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، أن الاعلاميين والصحفيين هم قادة وصناع الرأي العام.
وذكر الكاظمي خلال لقائه مع مجموعة من الإعلاميين والصحفيين والمحللين السياسيين انه "سعيد بلقاء الأصدقاء من الإعلاميين والصحفيين، والحديث معكم له شجون، وفيه حلم حماية الديمقراطية التي تحميها الكلمة ،والرؤية التي يقدمها الإعلاميون والصحفيون" قادة وصنّاع الرأي العام" .
واضاف :"من دون الكلمة وحرية التعبير وتقديم المعلومة لايمكن بناء الدولة ، لأن المعلومة اليوم تعمل على تصحيح المسار ".
واردف الكاظمي :"نحتاج النقد البنّاء والكلمة الصادقة، ويجب أن نميّز أن الكلمة تستخدم اليوم كخنجر، وعلينا العزل بين الكلمة الحقّة وبين الكلمة التي تريد إثارة النعرات الطائفية أو القومية أو الكراهية"، مبينا أن "التحديات التي نواجهها اليوم كبيرة ، وعندما يكون هناك نقد للحكومة فيجب أن يكون مبنياً على الحقيقة ويساعدنا، وليس على تأويلات أو صراعات سياسية".
وتابع :"لا أشكل أي تهديد لأي أحد لأن ليس لدي حزب ، وحزبي هو الشعب، والإعلاميون والصحفيون هم أقرب الناس الى الشارع، والكلمة هي من تبني الدولة وتستعيدها من الفشل والخذلان، وهي بنفس الوقت تستطيع أن تدمّر الدولة".
وبين قائلا :"لدينا تحدٍ حقيقي في مواجهة وباء كورونا، والسبب هو ضعف البنى التحتية، وعلى مدى سبعة عشر عاما لم ينجح العراق في بناء بنية تحتية، لكنه نجح ببناء مولات بسيطة ،لأن هناك من استثمر أموال الدولة في مشاريع بسيطة على حساب المواطن".
واشار الكاظمي إلى أنه :"لم ينجح العراق ببناء نظام صحي حقيقي أو نظام تربوي جيد، واعتمد على مشاريع قد تكون مهمة للمواطن ولكن ثانوية، والسبب هو السياسة الاقتصادية التي اعتمدت على النفط ،وعندما انهارت أسعار النفط انهار كلّ شيء، وليس لدينا نظام اقتصادي حقيقي، وعلى مدى سبعة عشر عاما لم يستطع العراق بناءنظام صحي حقيقي".
ولفت إلى انه :"علينا أن نكون أبناء اليوم، وليس أبناء الأمس، وهذا يحتاج توافقاً بين الحكومة والشعب والبرلمان والكتل السياسية ، ولكن للأسف الشديد لم نرَ هذا التوافق"، مشير إلى أن "الناس تشعر بفقدان الأمل، وهذا من حقها عندما تقارن نفسها بدول اخرى وبدول الجوار المتقدّمة".
واوضح :"لدينا تحديات الهوية العراقية، وعانينا سابقا من صراعات طائفية، والهوية العراقية الوطنية لايمكن المزايدة عليها، فليكن معيارنا هو المواطنة وليس الانتماء المذهبي أو الإثني، وتراب العراق مقدّس ويجب أن ندافع عنه بكل الطرق".
وأكد أن "حكومتنا ليست حكومة حزب، ومشروعنا الوحيد هو العبور بالدولة بسبب الظروف التي انتجت استقالة الحكومة السابقة"، مشيرا إلى أن "المواطنين طالبوا بانتخابات عادلة، وعلينا العمل على تهيئة ظروف انتخابات نزيهة وعادلة ليشعر المواطن أنه ممثّل، وعندما يطالب بحقوقه يطالب بها عن طريق الانتخابات، وليس عن طريق التهديد أو السلاح ، وهو مطلب يعكس حجم الوعي العراقي في ظل ما يعانيه من ظروف العيش".
وبين أن "العراقي يريد التأسيس للمستقبل، وهذا ما نفتخر به، والشعب نجح بتحقيق مطلبه، وهذا يستحق منا التضحية لتحقيق هذا الهدف"، مضيفا أن "هدفنا الوصول الى انتخابات عادلة وعملية بناء حقيقي للدولة، وعلينا العمل بكل جد لتهيئة الظروف لانتخابات عادلة ونزيهة للوصول الى نتائج يشعر المواطن فيها أنه ممثّل ولايشعر بأن صوته مخطوف".
وبين أن "المواطن خرج بتظاهرات، وطالب بانتخابات نزيهة وإصلاح، وهذه المطالب يجب أن تُحمى وتكون مقدّسة لدينا، ولن نسمح لأحد بأن يهدد بهدم الدولة، وأمامنا مستقبل يجب أن نبنيه لأبنائنا، والإعلاميون والصحفيون هم أساس بناء الدولة ،والجميع ينصت اليهم".
وقال إن "الحكومة جاءت في وضع اقتصادي منهار، ونحتاج الى فرصة ودعم كي نثبت أننا قادرون على النجاح أو الفشل، والتدخلات الإقليمية في العراق لن تنجح إلا اذا كان هناك طرف في الداخل يعمل على ذلك، ويجب أن لانسمح بتدخلات تهدد السيادة العراقية أو النسيج الاجتماعي العراقي، ولن نسمح بمغامرات لأطراف خارجية في العراق".
وتابع أن "مستقبل العراق أهم من كلّ شيء ، فالعراق ليس دولة هامشية ،والمغامرة على أرضه غير مقبولة، وهناك تحديات فيما يخص الوضع الأمني، وقدّمنا الكثير من التضحيات، وعلينا عدم تكرار أخطاء الماضي، والحكومة حكومة فتية ،ولديها تحديات في إصلاح الوضع الاقتصادي الذي سببه سوء الإدارة".
وأكمل رئيس الوزراء قائلا :"علينا جميعا دعم الإصلاحات، لأنها تعني البحث عن العدالة.، والعراقيون الذين عاشوا في داخل العراق عانوا كثيرا أكثر ممن غادر خارج العراق، ومن حق أي مواطن أن يحصل على تعويض، لكن ليس من حق شخص ما أن يحصل على أكثر من تعويض في قضية واحدة على حساب الكثير من الفقراء".
واردف أن "الورقة البيضاء التي تعمل عليها الحكومة هي ورقة إصلاح وتوزيع للعدالة على الجميع، وسنطلق قريبا مشروعا لإعادة الحياة الى مدينة بغداد، كما أطلقنا مشروع إنهاء إنجاز المستشفيات التي لم تنجز منذ فترة طويلة، ولدينا مشروع دعم الشباب لإنشاء مشاريع صغيرة".
ومضى بالقول :"ليس لدينا نظام مصرفي، ونعمل على إنجاز نظام مصرفي والنهوض به، لأنه عماد أية دولة ، ونعمل بكل جد لإيجاد آلية للنهوض بواقع المصارف لأنها تحوّلت الى اقطاعيات ،وفي بعض الأحيان واجهات لأصحاب النفوذ السياسي والمافيات"، مبينا أن "الاستثمار هو الحل للمشاكل، لكنه يحتاج الى بيئة آمنة، بعد توفير الأمن والخدمات، وعلينا دعم وحماية المستثمر".
واستدرك أن "هناك خسارة بمليارات الدولارات سنويا في المنافذ، وهناك عصابات وجماعات وقطّاع طرق وأصحاب نفوذ ،هم من يسيطرون في بعض الأحيان على المنافذ وعلى حساب الدولة ، وستكون هناك حملة قريبة لإعادة الاعتبار الى المنافذ، وسنحارب أشباحا"، مضيفا أن "الأموال هي ملك للشعب العراقي وليست لأصحاب النفوذ أو أصحاب السلاح الذين يفرضون إراداتهم على حساب المصلحة العامة".
وبين انه :"سنتخذ في القريب العاجل مجموعة إجراءات لتغيير بعض المواقع الإدارية في الدولة، وسنسمع بعدها حملة تشويه للحكومة، لأن هناك من سيتضرر جراء هذه التغييرات ، ونقول بكلّ صراحة: ليس لدينا أي شيء نخسره، ورهاننا على الإعلاميين والصحفيين وعلى الناس،وإنْ لم يتركونا نعمل، فسنخرج وأيادينا نظيفة"، لافتا إلى ان "الفساد أخطر من الإرهاب، لأنه يساعد الإرهابيين، وستكون لدينا حملة لمتابعة أسباب هذا الفساد وملاحقة الفاسدين".