دماء المتشافين سلاح الإنسانية لهزيمة كورونا

تحقيقات وتقارير

9-06-2020, 16:44

+A -A

بغداد- واع - علي جاسم السواد

في أحد غرف الحجر الصحي بمستشفى ابن الخطيب في بغداد، كان المريض (ا.ج) المصاب بفيروس كورونا يترقب بخوف شديد حركة الفريق الطبي المسؤول عن تشخيص حالات المصابين بالفيروس،لا أحد من المصابين يعلم ما سيؤول إليه وضعهم الصحي في ظل غياب اللقاح لهذا الوباء، لحظات عصيبة عاشها بين ردهات العزل وهو يحسب الساعات بأنفاس ضيقة وبجسم نحيل بانت عليه أعراض المرض، من دون أن يعلم أنه سيتحول من شخص يتهرب منه الأحبة والاصدقاء إلى أحد أبطال العراق بعد أن أصبحت بلازما دمه إحدى دعامات العلاج خاصة للمرضى الذين يمرون بوضع صحي حرج.

يقول ( ا.ج) لوكالة الأنباء العراقية (واع):"بعد أسبوعين من العزل ومفارقة الأهل والشعور باليأس كل شيء تغير بلمح البصر، انتهت رحلة العلاج واثبتت التحاليل شفائي من الفيروس، وهذا الأمر كان بالنسبة لي نقطة تحول مصيرية، فالتجربة لم تكن سهلة أو بسيطة، وهو ما شجعني الى الإسراع بالتبرع بالدم عندما سمعت بوجود علاج عن طريق بلازما الدم للمتشافين من كورونا، ولم أتردد أو أخشى شيئاً فالأمر طبيعي وبسيط جداً وفيه خدمة إنسانية كما أنه واجب شرعي على كل إنسان فضلاً عن ذلك تم إجراء تحاليل حديثة ودقيقة لي من مصرف الدم ،وهو أمر مهم لتشخيص وضعي الصحي".

ويبدو أن رحلة المتشافين من كورونا لا تنتهي بزوال المرض وانتهاء فترة الحجر الصحي، بل شاءت الأقدار أن تحول هؤلاء الى بارقة أمل يتطلع إليها المصابون الآخرون ليتمسكوا بأطراف فرصة قد تكتب لهم عمراً آخر بفضل قنينة دم يتبرع بها الأشخاص الذين تمت مشافاتهم من الفيروس.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

شروط التبرع بالدم

وللوقف على هذا المشروع العلمي الكبير توقفت وكالة الأنباء العراقية (واع) عند محطة الفريق البحثي المسؤول عن مشروع بلازما الدم والبداية مع رئيس الفريق البحثي الأول الأستاذ التدريسي في قسم الأحياء المجهرية بكلية الطب في جامعة النهرين البروفسور أحمد صاحب عبد الأمير الذي تحدث عن هذا المشروع قائلا: إن"بداية فكرة المشروع كانت منذ ثلاثة أشهر وتم اختبارها على أربعين حالة تشافى منها ثلاثون بشكل تام على الرغم من أن حالاتهم الصحية كانت حرجة".

وأضاف أن"عملية سحب الدم من المتبرع تخضع لشروط منها : أولاً أن يكون المتعافي من كورونا قد مر عليه أسبوعان لتماثله للشفاء، وأن يكون عمره أقل من 50 عاماً وصحته جيدة وخالياً من الأمراض مثل السكر والقلب، وأن هذه العملية ليس فيها أي أعراض جانبية على المتبرع، أما التبرع فيكون بالبلازم وليس بالدم ،حيث يتم سحب السائل فقط والدم يعود للجسم، ويمكن تعويض هذا السائل بشرب ثلاثة أقداح ماء أو الحليب أو العصير"، لافتاً إلى أن"عملية سحب الدم تتم عبر أجهزة حديثة وتستغرق 30 دقيقة وبإمكان المتبرع أن يقوم بهذه العملية كل عشرين يوماً ولمدة ستة أشهر".

خطوة إنسانية

من جانبه عدَّ عضو الفريق البحثي مدير شعبة خدمات نقل الدم في مصرف الدم ضرغام فهد ستار عملية تبرع المتشافين ببلازما الدم ما هي إلا خطوة انسانية تعكس اخلاق العراقيين ونخوتهم، داعياً المتشافين من كورونا الى التبرع بالدم لأن بلازما دمائهم أصبحت مادة علاجية لثمانين بالمئة من الحالات الحرجة.

وأشار إلى أن التبرع ليس فيه أي أعراض جانبية ولن يقلل من المناعة ولا تؤثر في الصحة، مؤكداً أن بلازما الدم تعطى فقط للمريض الذي لم يستجب للمنهاج العلاجي المعمول به حالياً.

وأضاف ستار أن زيادة عدد المتبرعين سيمنح مصرف الدم على تأسيس بنك من البلازما، حتى نتمكن من السيطرة على الفيروس في حال زادت الحالات.