الكعبي يدعو بلاسخارت الى توخي الدقة والموضوعية في تقاريرها بشأن العراق

سياسية
  • 9-03-2020, 08:26
+A -A
دعا النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي اليوم الاثنين، ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت إلى توخي الدقة والموضوعية في تقاريرها اللاحقة بشأن العراق.
وقال الكعبي في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) : "تابعنا ببالغ الاستغراب والأسف مضامين إحاطة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق المقدمة الى مجلس الأمن في 3 آذار 2020 عن الأوضاع في البلاد، لما اتسم به تقريرها من عدم الموضوعية في الطرح والقفز على العديد من الحقائق ،فضلاً عن استخدامه لتعابير واتهامات ،لا تأتلف مع واجبات بعثة الأمم المتحدة في العراق ،ولا تتسق مع مقتضيات الاحترام التام لسيادة البلاد وقادتها وفقاً للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية ،وقرارات مجلس الأمن الدولي ومنها القرار رقم 2470 (2019) المؤرخ في 21 أيار/مايو 2019 ،الذي تم بموجبه تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق حتى 31 أيار/مايو 2020."
واضاف أن "تقرير الممثل الخاص وبدلاً من التركيز على التقدم المحرز صوب الوفاء بجميع المسؤوليات المنوطة بالبعثة من تقديم المشورة والمساعدة إلى حكومة وشعب العراق ضمن المجالات المحددة ودفع الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية والمساعدة في العملية الانتخابية ،وفي التخطيط للتعداد الوطني وتسهيل الحوار الإقليمي بين العراق وجيرانه وتعزيز حماية حقوق الإنسان والإصلاح القضائي والقانوني، جاء بطروحات تتناقض مع ما تضمنته الإحاطة السابقة للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق المقدمة في اجتماع مجلس الأمن رقم 8606 المؤرخة في 28 أب 2019، وتتعارض مع الجهود المطردة التي تبذلها الحكومة والبرلمان بقواه السياسية، في الاستماع الى طلبات المتظاهرين السلميين والسعي الجاد لتحقيقها، والحفاظ على حياة المتظاهرين وتأمين متطلبات استمرارهم بهذه الممارسة الديمقراطية، وسبق قيام رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيقية عالية المستوى للتحقيق في موضوع التجاوزات على المتظاهرين والتوصيات التي قدمتها وما تضمنته من مساءلة عدد من القادة الأمنيين ،إضافة إلى إحالة عدد من الضباط وغيرهم للقضاء ،لينالوا جزاءهم العادل".
وأشار الكعبي إلى أن"تقرير الممثل الخاص خلا من أيّ استنكار للحوادث المؤسفة التي تسببت في مقتل الأبرياء ،جراء استخدام العنف من قبل بعض المندسين في حركة الاحتجاجات، وأعمال قطع الطرق بالإطارات المحروقة، ومنع الأساتذة والطلبة والموظفين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم ودوائرهم لأداء مهامهم من قبل مجاميع ( أفواج ما يسمى بمكافحة الدوام)، والاعتداء على الأساتذة والطالبات لمنعهم من الدوام، وما سببه ذلك من تعطيل للدوام في المدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية لأكثر من ثلاثة أشهر، الأمر الذي يضعف من مدى حيادية التقرير".
وتابع أن"التقرير تجاهل حالة الحراك السياسي المستمر والمشاورات الجادة ،التي تقوم بها القوى السياسية في البرلمان ،وما تخللها من حوارات ولقاءات مع المسؤولين العراقيين أجراها الممثل الخاص، والدعوة التي قمنا بتوجيهها إلى الفريق الانتخابي للبعثة الأممية للحضور والمشاركة الفاعلة في مناقشات وجلسات مجلس النواب ولجانه النيابية المختصة الخاصة بعدد من القوانين ومنها قانونا الانتخابات والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي تمخض عنها المضي سريعاً إزاء إقرار قانون انتخابات جديد وفق منطلقات إصلاحية جديدة تستجيب لمطالب المتظاهرين وتمثل أهمية بالغة لخارطة الخروج من هذه الأزمة، وإنهاء عمل مجالس المحافظات، وإقرار تشكيل مفوضية جديدة للانتخابات وفق أسس جديدة تنسجم مع تطلعات أبناء الشعب ومتطلبات الإصلاح الشامل لجميع مفاصل العملية الانتخابية ،وتوفير ضمانات الحياد والكفاءة والنزاهة، الأمر الذي يؤكد وجود الرغبة الجادة لدى العديد من القوى السياسية، لمراجعة وتصحيح التوجهات والمواقف وتعزيز الممارسة الديمقراطية وتعضيد العلاقة بين ممثلي الشعب ودوائرهم الانتخابية، والاتفاق على منطلقات جديدة نحو استعادة ثقة الجمهور والعبور بالبلد نحو بر الأمان والاستقرار".
وأوضح أنه"جاء تقرير الممثل الخاص بشأن الكيانات المسلحة ،التي تعمل خارج نطاق سيطرة الدولة مبهماً وغير محدد، ما يتسبب في خلط الأوراق والتغافل عما تحقق من إدماج لفصائل الحشد الشعبي ضمن القوات المسلحة تحت سيطرة الدولة ،التي تضم العديد من التشكيلات التي تصدت لعدوان عصابات داعش وساهمت مساهمة فاعلة في تحرير المحافظات المحتلة مع بقية الصنوف تحت القيادة المباشرة لرئيس مجلس الوزراء ،التي نالت الإشادة والتقدير في ثنايا الإحاطة السابقة للممثل الخاص في 28 آب من العام 2019".
وبين أن"التقرير ساوى بين توجهات الفاعلين السياسيين العراقيين؛ بالرغم من أنه قد اتضح بعد أن تكشفت المواقف الأخيرة ،أنه هناك جهات سياسية تعتبر نفسها بمنأى عن تأثير التظاهرات بسبب البعد الجغرافي؛ لذلك فهي من وضعت عقبات كبيرة أمام رئيس الوزراء المكلف وأفشلت بالنتيجة انبثاق أول حكومة لا تستند الى المحاصصة السياسية على الرغم من التعاون البناء لبقية الكتل. ومثلما حرص التقرير على إدراج تفاصيل واسعة لدور الجهات خارج الدولة؛ كان ينبغي أن يتحرى الدقة في الإشارة الى وجود تمايز مهم بين فريقين سياسيين.. أحدهما يعمل بجدية على الاستجابة لمطالب المتظاهرين؛ وفريق آخر مصر تماماً على التمسك بسياقات ميكانزمات الفساد التي وصفها التقرير، كذلك لم يتحر تقرير الممثل الخاص الدقة في وصف أعمال البرلمان ( بنمط متكرر من الفشل في تحقيق النصاب )؛ حيث أن حقيقة التعطيل وعدم اكتمال النصاب كانا نتيجة تعمد هذه الجهات على الضغط على رئيس الوزراء المكلف لكي يرضخ لمنطق المحاصصة".
ولفت إلى أن"ولاية بعثة الأمم المتحدة في العراق وفق قرار مجلس الأمن (2470 لسنة 2019)،التي جاء في مقدمتها ( تعزيز الحوار السياسي الشامل للجميع والنهوض بالمصالحة على المستوى الوطني وعلى صعيد المجتمعات المحلية)؛ وفي ظل نمط الاختلافات ،التي برزت مؤخراً والتي تؤكد تموضعات جغرافية لأثر الاحتجاجات على الواقع السياسي؛ تزيد من مسؤولية وأهمية أدوار البعثة الأممية؛ وربما يتطلب ذلك تصحيحاً لبوصلة الاهتمامات وترتيب الأولويات".
ونوه إلى أن"التقرير لم يشر إلى النجاحات الملموسة على أرض الواقع في مسيرة إعمار البنى التحتية في المناطق المحررة، والجهود المبذولة لتأمين البنى التحتية لعموم محافظات البلاد من خلال الاتفاقات الدولية التي دخلت حيز النفاذ."
ودعا الكعبي"الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق إلى توخي المزيد من الدقة والموضوعية في التقارير اللاحقة والانطلاق في إعدادها من الهدف الأسمى وهو مصلحة العراق وأبنائه والاحترام الكامل لاستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه واستقرار وازدهاره وأمنه، وبذل الجهود المطلوبة للعمل بالتنسيق مع حكومة العراق على تعزيز ودعم وتيسير مساهمات وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها في بلوغ الأهداف المبينة في القرار رقم (2470) لسنة 2019".