تحقيقات وتقارير
تعد زقورة عقرقوف من المعالم الآثرية العريقة التي بنيت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد من قبل ملك الكيشين كوريكالزو وعلى الرغم من أنها تعد من المعالم التأريخية الكبيرة في العراق إلا أنها تعاني من الإهمال الشديد، حيث دعا مختصون ومواطنون إلى الاهتمام بهذا المَعلم من خلال توفير الخدمات لاستقطاب السواح من داخل العراق وخارجه.
وكانت زقورة عقرقوف مركزاً تجارياً لقرون عدة، حيث كانت تمر بها قوافل الإبل والتجارة. وقد بُني مَتحف صغير بقربها في عام 1960 وأنشئ لتقديم الخدمات لزوار الموقع .
ويقول الدكتور جبار طاهر الأستاذ في علم الآثاريات في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن الزقورة تعد هوية لكل إنسان عراقي إذ كانت عاصمة للبلاد في عهد كوريكالزو في العصور القديمة وبعد سقوط سلالة الكيشين فقدت مكانتها وأحتلت في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وتركت وتُخلي عنها إلى حد كبير وأستمر الأستيطان والسكن في مدينة عقرقوف بعد سقوط الدولة الكيشية على يد العيلاميين، حيث أستوطنها الآراميين في عصر دولة بابل الحديثة ويعتقد أنهم هم من أطلقوا تسمية عقرقوف، وأعادوا إعمار المدينة من جديد بعد تعرضها إلى هجمات الأشوريين المتكررة، وأستمر الأستيطان فيها حتى العصر العربي الإسلامي حيث أستوطنها المسلمون من القرن الثالث حتى القرن الثامن عشر" .
ودعا طاهر إلى "ضرورة الاهتمام بهذا المعلم التاريخي العريق ليس من قبل الحكومة فقط وإنما من العراقيين كافة، ليصبح مكاناً لاستقطاب السواح المحليين والأجانب.
أما المختص في مجال التاريخ جواد حادي فأوضح لوكالة الأنباء العراقية (واع) أنه "تم إجراء عمليات حفر وتنقيب للموقع الآثري في الأعوام 1942-1945 من قبل الباحث العراقي طه باقر مع الباحث الإنكليزي سيتون لويد وكان العمل مُشتركاً بين المديرية العامة للآثار العراقية والمدرسة البريطانية للآثار في العراق".
وأضاف أنه "تم الكشف عن أكثر من 100 لوح مكتوب بالخط المسماري في فترة عهد الكيشين، والألواح موجودة حالياً في قاعات المتحف الوطني العراقي".
وتابع أن "عمليات الحفر والتنقيب شملت مبنى الزقورة والمعابد الثلاثة وجزءاً من قصر زقورة عقرقوف الثانية."
من جهته، رأى أحد المواطنين ضرورة الاهتمام بالمعالم العراقية ومنها زقورة عقرقوف، لافتاً إلى أنها تعاني من الاهمال وانعدام الخدمات.
وأضاف، أن "هذا المكان يمتاز بالهدوء والشموخ لأنه يمثل تاريخ وطن انبنى منذ آلاف السنين قبل الميلاد".
وتعاني زقورة عقرقوف حالياً من الأضرار البيئية والزحف العمراني وقد أدت عوامل طبيعية مثل الأمطار والمياة الجوفية إلى تآكل الزقورة ولحاق الأضرار بها، وخصوصاً على طول الجانب الجنوبي الغربي، ونتيجة لهذا الضرر فإن الزقورة في خطر وتتعرض لمزيد من التدهور وكذلك الأنهيار ما لم يُتخد أجراءات وتدابير وقائية.