ثقافة وفن
تنفيذاً لموسمه الثقافي الرصين أقام اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان- نادي الترجمة وعلى قاعة ميشا، أولى جلساته التي احتفت بالشاعر المترجم رعد زامل تحت عنوان (الترجمة نافذة الثقافة العالمية).
تحدث المحتفى به في الجلسة التي ادارها الناقد المترجم د.عبد الهادي الطعّان عن مشواره الطويل في الترجمة، وما واجهته من صعوبات في ترجمته لأربعة كتب هي: (ظلال وأزهار- رواية ٢٠١٤، ومحاربو قوس قزح- رواية ٢٠١٧، وهناك بين أصابعي- ترجمة مجموعة شعرية للشاعرة نجاة عبد الله، والأخلاق والدين- دراسات هاري جنسلر ٢٠١٧).
وتحدث زامل عبر الجلسة عن مختلف النظريات والآراء التي تخص الترجمة من جانب كونها فناً أو وظيفة، من خلال استطلاع اجراه مع المترجم والشاعر د.هيثم الزبيدي من العراق والمترجم أطلس حاضر من المغرب.
ومن الجوانب الحيوية التي تناولها المحتفى به اشكاليات فهم المصطلح النقدي ومحور الأمانة الفكرية، وهل أن المترجم خائن للنص الأول كما تقول الحكمة الايطالية أم هو مبدع آخر للنص؟، ومن ناحية التطبيقية فقد ألقى زامل نصاً للشاعر "بيتوفي" وأشار عبره إلى دقة ترجمته لأنّ النص الذي يحافظ على كامل سحره وأناقته دليل على مهارة المترجم.
وتناول المحتفى به أيضا، صعوبة ترجمة الشعر، لأن الشعر روح وليست مجرد كلمات، مستندا بذلك الى الفعل (والذي لا يعني - يترجم - بحسب قاموس المورد، وإنما من بين معانيه الأخرى يرفعه الى السماء دون ان يتوفاه).
وركز المترجم عبر حديثه على تراجع العرب في مضمار ترجمة الكتب ومواكبة النتاج الثقافي العالمي، كما تناول مهارات أساسية لا بدّ ان تتوافر في المترجم المحترف (كالسيطرة التامة والمعرفة الواسعة بلغة النص الأصلي واللغة المترجَم إليها، وبثقافة الشعوب بصورة عامة، وامتلاك موهبة الكتابة الإبداعية والقدرة على تقمّص شخصية الشاعر لكي يعزز ثقة القارئ به).
وذكر المحتفى به -في معرض حديثه- الجهود المثمرة التي أسسها المشتغلون في فن الترجمة الذين قدمتهم ميسان للعراق مثل (حسب الشيخ جعفر، والدكتور عبد الواحد محمد، وياسين طه حافظ، وحسن ناصر، ومسلم جابر يوسف، وعبد الهادي الطعّان، وعبد الحكيم ياسين، وسمير الشيخ، وسعيد الروضان وآخرين).
وشهدت الجلسة الكثير من الاسئلة والمداخلات التي أثرت واضاءت الكثير من الجوانب المهمة،إذ تحدّث الفنان صلاح مهدي نقيب الفنانين عن سهولة أداء دور هاملت بترجمة جبرا ابراهيم جبرا. كما وقد تحدّث الناقد والكاتب د.جبار ماجد البهادلي عن آليّة التوازن في نقل طبقات ومستويات التأويل، بينما تحدث الشاعر عباس باني المالكي عن ترجمة السيّاب، فيما تحدث الشاعر والناقد ماجد الحسن عن فهم المصطلح، وتناول الشاعر نصير الشيخ اشكاليات الترجمة وكانت إضاءة الشاعر مهند عبد الجبار حول مرافقته للشاعر رعد زامل إبان تسعينيات القرن الماضي والنشر في مجلة الثقافة الأجنبية وصعوبة توفر الكتاب الذي يستحق الترجمة كعمل ابداعي. وفي ختام الجلسة أجاب الشاعر والمترجم رعد زامل طارحاً الامثلة العديدة والمهمة. كما وقدّم الشاعر قيس خضير للمحتفى به لوح اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان وسط حضور غفير من أدباء المدينة ومثقفيها ورئيس الاتحاد الشاعر والناقد حامد عبد الحسين حميدي والهيأة الادارية بروح تنمّ عن المحبة والرصانة.