تحقيقات وتقارير
أثار لقاء رئيس الجمهورية برهم صالح بنظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد في مدينة دافوس السويسرية جدلاً سياسياً واسعاً في العراق.
وفيما يرى نواب وسياسيون اللقاء خيانة للشهداء ،لاسيما بعد الضربة الأمريكية قرب مطار بغداد ،التي استهدفت نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس والقائد قاسم سليماني، يؤكد آخرون ضرورة استثمار المنتدى العالمي لإيضاح رؤية العراق أزاء أحداث المنطقة، فضلاً عن تعزيز العلاقات الخارجية.
ووصل رئيس الجمهورية برهم صالح الى سويسرا الثلاثاء الماضي في زيارة رسمية لحضور منتدى دافوس الاقتصادي.
وبحث صالح مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب مستقبل الوجود العسكري للقوات الأجنبية وتخفيض أعدادها في البلاد، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ على السيادة الوطنية وتأمين الأمن والاستقرار .
وقال صالح في كلمة له خلال المنتدى: إن"دعوة البرلمان العراقي الأخيرة لسحب القوات الأمريكية من العراق ليست علامة على الجحود وإنما هي رد فعل على ما يراه الكثير من العراقيين انتهاكات لسيادة بلادهم".
وقال نائب رئيس الجبهة التركمانية النيابية النائب حسن توران: إن الحوارات واللقاءات والوسيلة الوحيدة لحل المشاكل.
بينما أشار النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني "آرام بالتي" في تصريح لـ(واع) الى أن الرئیس صالح يسعی لٲن يكون العراق جزءاً من الحل ،في ما يتعلق بمشاكل المنطقة من دون الإنجرار وراء سياسة المحاور، من خلال علاقات متوازنة.
من جانبه غرد السفير العراقي في بريطانيا جعفر محمد باقر الصدر قائلاً: إن"رئيس الجمهورية سور الوطن وحامي الإصلاح".
بدوره، رفض تحالف الفتح اللقاء الثنائي الذي جمع صالح بترامب في دافوس.
وقال المتحدث الرسمي باسم تحالف الفتح النائب أحمد الأسدي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع):"نرفض اللقاء وبشدة ونعتبره تجاوزاً على السيادة العراقية" .
فيما قال النائب عن كتلة الحكمة حسن فدعم الجنابي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن مؤتمر دافوس يعد من أهم المؤتمرات الاقتصادية في العالم، حيث يلتقي خلاله سنوياً رؤساء العالم ورجال الأعمال والاقتصاديين.
وشدد على أهمية استثمار هذا المنتدى من خلال حضور رئيس الجمهورية ليعبر عن وجهة نظر العراق أزاء أحداث المنطقة ويبين للعالم ما يحدث داخل البلد، داعياً رئيس الجمهورية الى توسيع لقاءاته خلال المؤتمر مع زعماء العالم ورجال الأعمال العالميين لخدمة العراق.
وبشأن لقاء صالح بترامب قال الجنابي: إن لقاء رئيس الجمهورية بالرئيس الأمريكي خطوة غير صحيحة لاسيما بعد اعتراف ترامب باغتيال قائد عسكري عراقي ينتمي لمؤسسة عراقية رسمية، الذي يندرج هذا ضمن الأعمال الإرهابية.
وأضاف أن هذا اللقاء قبل اعتذار ترامب يعد انتهاكاً للسيادة العراقية، مبيناً أنه كان يفترض على رئيس الجمهورية أن يستمع لصوت الشعب ،لاسيما أن البرلمان أبلغه رسمياً قبل السفر الى سويسرا بعدم اللقاء بترامب، لأن رفض اللقاء يعد استياء العراق للموقف الأمريكي الأخير.
وكان النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي في وقت دعا "المسؤولين العراقيين الى عدم لقاء مسؤولي الإدارة الأمريكية في منتدى دافوس" لافتاً الى أن"هذا الموقف يمثل رداً سياسياً واضحاً يلتقي مع الغضب الشعبي على الانتهاكات الأميركية لسيادة العراق وأمنه وعدم الأخذ بهذه المطالبة سيمثل تجاهلاً غير مقبول لدماء الشهداء".
وأضاف أن"انسجاماً مع القرار الشجاع لمجلس النواب القاضي بإجلاء القوات الأجنبية من العراق ورفضاً لانتهاك سيادته نطالب المسؤولين العراقيين المشاركين في اجتماعات دافوس بمقاطعة مسؤولي الإدارة الأميركية وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته بومبيو وعدم اللقاء بهم مطلقــاً" .
يشار الى أن رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي كان قد أكد في (7 كانون الثاني 2020) أن إخراج القوات الأجنبية يجنب العراق التصادم المحتمل، فيما أشار الى أن داعش لم يعد قوياً.
وقال عبد المهدي، في كلمته بجلسة مجلس الوزراء: "لم يعد هناك من مخرج للتهدئة وضبط الأوضاع غير انسحاب القوات الأميركية من العراق"، مبيناً أننا "عشنا من 2011 الى 2014 من دون القوات الأجنبية".
يذكر أن مجلس النواب صوت في 5 كانون الثاني2020 على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية.